قراءة وتعريف

دليل المحقِّقين والباحثين في تحقيقاتهم وأبحاثهم
book
مَرْوان عطيَّة
عنوان الكتاب: دليل المحقِّقين والباحثين في تحقيقاتهم وأبحاثهم
النـاشـر: دار العلا للنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى
سـنة الطبـع: 1435هـ
عدد الصفحات: 423


التعريف بموضوع الكتاب:


كتاب هذا الأسبوع وضَعَه مؤلِّفه؛ ليكون دليلًا مُعينًا للباحثين والمحقِّقين في مسيرتهم العلميَّة؛ إذ يُعدُّ عِلم نقْد النصوص وتحقيق المخطوطات من العلوم المهمَّة التي لا بدَّ أن يطَّلع عليها الباحثون والمحقِّقون؛ ليكون نتاجهم العلمي مبنيًّا على قواعدَ علميَّة متينة، وأُسس بحثيَّة رَصينة.

الكتاب تألَّف من بابين:

الباب الأول: تحدَّث فيه المؤلِّف عن مفهوم التَّحقيق، وأصوله، ومناهجه، ومَدارسه، وطَرائقه, وقد اشتَمَل هذا الباب على خمسة فصول:
تحدَّث الفصل الأوَّل عمَّا سمَّاه المؤلِّف بـ(تلاقح الحضارات)، حيث بيَّن أنَّ الغرب قد استقَى علومَه ومعارفه من العرَب, وأنَّه حينما كان العرب يَبلُغون أوْجَ الحضارة كان الغرب ما زالوا قابعين في غياهبِ الجَهل وحالِك الظَّلام.
كما تناول المؤلِّف كذلك انتشارَ المخطوطات العربية، مستعرِضًا بعض الكتب التي أُلِّفت لذكر قوائم المؤلَّفات إلى زمن مؤلِّفيها، كالفِهرست لابن النديم, ومِفتاح السَّعادة ومِصباح السيادة لطاش كبرى زاده، وغيرها من الكتُب التي تعكِس ضَخامة المؤلَّفات العربية وانتشارها.
وممَّا تحدَّث عنه كذلك: ضياع المخطوطات، سواء بالنَّكبات التي مرَّت على بلاد المسلمين كالحروب, أم بالعوامل الطبيعيَّة كالزلازل والأعاصير. وتحدَّث كذلك عن تفرُّق المخطوطات في خزائن مكتبات العالم، وضخامة عدَدها، وضياع قِسم منها.

وتضمَّن الفصل الثاني: الحديث عن أهميَّة علامات الترقيم في التَّحقيق والبحث, ورموز القُدماء والمُحدَثين، والحديثَ عن قُدسية الخطِّ القرآني, ورسْم الإملاء فيه.
وممَّا تناوله في هذا الفصل أيضًا: الملاحظات على رَسْم الخطِّ الحديث، كترابُط بعض الحروف, وحذْف بعضها, والألِف الفارقة, ورسْم الهمزة، وغيرها.

انتقَل المؤلِّف بعد ذلك إلى الفصل الثالث, فكان الحديثُ فيه عن التحقيق بيْن المستشرقين والعرَب، واهتمام القُدماء بكتبهم، ودَور المستشرقين في تحقيق النصوص، فذَكَر جملةً ممَّن كان لهم إسهام ودَور في تحقيق المخطوطات العربيَّة، مسجِّلًا عددًا من الأسماء التي أسهمتْ في وضْع قواعد التحقيق, وجملة من أوائل المحقِّقين، وتحدَّث عن دَور الجامعات في التحقيق.

وفي الفصل الرابع: أتى المؤلِّف بدراسة عن النُّسَخ الخطيَّة، وكيفيَّة المقارنة بينها، ومعرفة النُّسخ الأعلى من غيرها الأقل مكانةً وشأنًا, موضِّحًا أنَّ أعلى النسخ هو النُّسخة الأم، وهي النسخة الأصليَّة التي كتَبها المؤلِّف بنفسه وراجعها، وهي النسخة المبيَّضة...إلخ من ترتيب النُّسخ.
وممَّا تناوله كذلك في هذا الفصل: الحديث عن تحقيق الدواوين الشِّعرية، الذي عدَّه المؤلِّف سبقًا في حقْل التحقيق.
وتحدَّث المؤلِّف عن مسألة النساخة والناسخين، وعن عيوب الناسخين وأخطائهم، وعن الآفات التي تَعتري المخطوطات، وأخطاء العُلماء، والتصحيف والتحريف، وأسباب كساد سوق المخطوطات.

وفي الفصل الخامس تَكلَّم عن المحقِّق, ذاكرًا صِفاته، ومنها: الصَّبر, والعُزلة, والأمانة, والنأي عن الهوى... وغيرها من الصِّفات.
وبيَّن المؤلِّف أنَّ مهمَّة المحقِّق تنحصِر في إخراج المخطوط بشكل يُرضي المؤلِّف الأصلي القديم, وبمعنى أدق: أن يَعتني بالنصِّ عنايةً فائقةً من شرْح وتعليق, وتعريف.
وقد ذكَر المؤلِّف أنَّ هناك خُطواتٍ عديدةً يجب اتباعها؛ أهمها:
• مرحلة ما قبل البَدء بالعمل.
• مرحلة العمَل بالمخطوطة.
وتحتَ هاتين النُّقطتين تناول المؤلِّف عددًا من الأشياء، كنسخ المخطوطة، وتبييضها، ونقْد النصوص وتاريخه، وشروط التوثيق والحواشي، وأدوات المحقِّق وثقافته، وإعادة طبْع المخطوطات، والمخطوطات المصوَّرة، كما فصَّل في مسألة الفهارس العامَّة، وكيفيَّة إعدادها، وكيفية إبراز المخطوطة, وغير ذلك.

أمَّا الباب الثاني: فخصَّه للحديث عن أصول البَحث العِلمي ومناهجِه, وتضمَّن خمسةَ فصول:
تناوَل في الفصل الأوَّل: مناهج البَحث، مبيِّنًا أنَّ المنهج هو البرنامج التي تواضَع عليه العلماءُ لدراسة أمرٍ، وكشْف حقيقةٍ. ثم تحدَّث المؤلِّف عن البحث العِلمي عند العرب، فعرَّفه بأنه: تقريرٌ وافٍ يُقدِّمه باحثٌ عن عمل أتمَّه وأنْجَزه، بحيث يَشمل هذا التقرير كلَّ مراحل الدِّراسة، منذ كانتْ فِكرة، حتى صارتْ نتائج معروفة، مدعَّمةً بالحُجج والأسانيد.
كما تحدَّث عن مصطلح البحث، ذَاكرًا أُسسه، وصِفة الجيِّد منه، وتحدَّث كذلك عن البحث المُحكَّم, والمجلَّات المحكَّمة، وكيفية اختيار البحث وأسلوبه.

أمَّا الفصل الثاني: فكان عن الباحث ومهمَّته, فعدَّد المؤلِّفُ صِفاتِ الباحث القديم، وممَّا ذكره منها: الأهلية, والتحصيل, والتحقيق والتمييز، وغيرها. ثم عرَّف الباحث بأنَّه هو: الإنسان العاقل، المفكِّر، الخَلوق الذي يَعرِف قدْر نفْسه عِلمًا قبلَ أن يعرفه الآخَرون, وهو الذي يكتُب في كلِّ موضوع يعنُّ على باله, ويُقدِّر العلماء وأصحابَ الفِكر, ويُكثر من الاستقراء والاستنتاج.
وذكَر أنَّ مِن صِفات هذا الباحث: الموهِبةَ, والصَّبر والتَّصميم, وحبَّ البحث, والتفرُّغ للبحث, ثم تحدَّث عن ثقافته، ومكتبته الخاصَّة وأسلوبه.

وفي الفصل الثالث: تناول المؤلِّف قواعدَ إعداد البَحث وكتابته، وكيف كان القُدماء يَجمعون معلوماتهم، وتحدَّث عن تقميش المعلومات، وهو جمْع المعلومات التي يطلبُها الباحث من المصادر والمراجع؛ لتكوِّن له المادَّةَ الكتابيَّة والنقديَّة جاهزةً حين يصل إلى مرحلة التأليف.

كما تحدَّث عن استخدام البطاقات، وطريقة مَلئها, وترتيبها, واستنباط الأفكار, وكتابة البَحث على المسوَّدة، ثم على المُبيَّضة.
وخصَّص المؤلِّف الفصل الرابع للحديث عن أبحاث الدِّراسات العليا في الجامعات، ومراحل الدِّراسات الثلاث، مفصِّلًا القول عن مرحلة الدكتوراه، من اختيار البحث، ودَور المشرِف، ومعالجة البحث، والانتهاء بهيكلة الرِّسالة, والمناقشة وطباعتها.

وكان حديثُه في الفصل الخامس والأخير: عن مسألة استخدام جِهاز الحاسوب والطِّباعة عليه، ومدَى الاستفادة من الإنترنت، وما المسموحُ به، وما الذي لا يسمح به.