قراءة وتعريف

أصول التربية الحضاريَّة في الإسلام
book
هاشم بن علي الأهدل
عنوان الكتاب: أصول التربية الحضاريَّة في الإسلام
النـاشـر: مركز العصر للدِّراسات الإستراتيجيَّة والمستقبليَّة - لندن
سـنة الطبع: 2013م
عدد الصفحات: 648
نـوع الكتـاب: أصل هذا الكتاب رسالة علميَّة تقدَّم بها المؤلِّف لنيل درجة الدكتوراه في التربية الإسلاميَّة من جامعة الإمام محمَّد بن سُعود الإسلاميَّة - كلية العلوم الاجتماعيَّة

التعريف بموضوع الكتاب :

كتاب هذا الأسبوع يتناول قضيةَ التربية الحضاريَّة التي تهدِف إلى تربية الأجيال؛ حتى يبلغوا مراتبَ عُليَا على الجانب الأخلاقيِّ والجانب العِلمي والعَملي, وحتى يكون لهم السَّبقُ والتفوُّق على المستوى العالميِّ في ضوء الإسلام.

وقد تألَّف الكتاب من ثمانية فصول:

الفصل الأول: تناول فيه المؤلِّف خُطة بحثه, حيث بيَّن أنَّ موضوع بحثه هو معرفة التربية الحضاريَّة، وخاصَّة ما يتعلَّق بأُسسها وأساليبها وأهدافها.

كما استعرض المؤلِّف مجموعةً من الأسئلة المهمَّة التي يُعنَى البحث بالإجابة عنها، وتفصيل القول فيها, والأهداف التي يصبو إلى تحقيقها, وأطلَعَنا كذلك على أهميَّة الموضوع, وأنَّه يسعى إلى إبراز جانبٍ عصريٍّ من جوانب التربية الإسلاميَّة, ويُسهِم في تقدُّم الأمَّة وتفوُّقها بين الأمم, كما أكَّد على ضرورةِ مواجهة التحديات التي تهدِّد الأمَّة في خصائصها، وحثِّ الجيل للدِّفاع عن شخصية الأمَّة ومقوِّماتها واستقلالها الفكريِّ والقِيَميِّ... إلى ما هنالك من النِّقاط التي تُبرز أهمية هذا البحث وتوضِّحها. وممِّا تطرق له المؤلِّف كذلك في فصله الأوَّل: بيان مصطلحات الدِّراسة.

وفي الفصل الثاني : تناول المؤلِّف المفاهيمَ العامَّة عن الحضارة؛ فتحدَّث عن طبيعة بناء الحضارة، والتربية الحضارية وأهميتها, وذلك تحت عِدَّة نِقاط؛ منها:

أولًا: اتجاهات استخدام مصطلح الحضارة وعناصرها, وهي:

·        تحديد المعنى بكلمة، أو جملة واحدة فقط.

·        التركيز على ربْط المعنى بمظاهر المدنيَّة، أو الحياة، أو الثقافة.

·        التركيز على ربْط المعنى مع مفهوم العقيدة، أو الرُّوح، أو الأخلاق.

ثانيًا: دَور التربية الإسلاميَّة في بناء الحضارة الإسلاميَّة.

ثالثًا: أهميَّة التربية الحضاريَّة الإسلاميَّة.

وفي الفصل الثالث يُحدِّثنا المؤلِّف عن أهداف التربية الحضاريَّة في الإسلام, ومن الأهداف التي ذَكرها:

الهدف الأوَّل: بناء أجيال قادِرة على مواجهة الغزو الحضاريِّ وأخطار العولمة.

الهدف الثاني: بناء أجيال قادرة على تحقيق الحاجات الحضاريَّة للأمَّة.

الهدف الثالث: بناء أجيال قادرة على رفْع مكانة الحضارة والأمَّة الإسلاميَّة وإعلائِها.

الهدف الرابع: بناء الأجيال للاقتداء بالنموذج الحضاريِّ الإسلاميِّ.

الهدف الخامس: بناء أجيال مسلِمة قادِرة على نشْر الرِّسالة الحضاريَّة الإسلاميَّة.

الهدف السادس: بناء أجيال مسلِمة قادِرة على صناعة حضارة إسلاميَّة متفوِّقة.

ثم ناقش المؤلِّف في الفصل الرَّابع من فصول الكتاب أُسس التربية الحضاريَّة, وبيَّن أنَّ الأَّسس التي تقوم عليها التربية الحضاريَّة في الإسلام هي:

أولًا: الأُسس العقديَّة للتربية الحضاريَّة, وبيَّن أنَّ من الأُسس العقديَّة الإيمانَ بمفرداته الثابتة عن الله تعالى، وعن رسوله صلَّى الله عليه وسلَّم, وذكَر مجموعة من أهمِّ الآثار التربويَّة الحضارية للأُسس العقديَّة، مثل: نَيلهم ما يحقِّق لهم الحياةَ الطيِّبة في الدُّنيا والسَّعادة في الآخِرة, وتنقية الحضارة من الانحرافات العقديَّة، وتوضيح عقيدة التوحيد التي ترفَع من كرامةَ الإنسان وتوجِّهه لإنشاء حضارة راقية. ومثل: تصحيح مفهوم الرِّزق والمال وطُرق كسْبه وإنفاقه فيما فيه خيرُ الأمَّة وصالح الحضارة, والحصول على راحة القَلْب وطُمأنينته، وإبعاد القلق النفسي والهموم. ومثل: حثِّ المتربِّين على الجِدِّ والاجتهاد لتحقيق التقدُّم والرُّقي الحضاري. والتأكيد على عدم الرُّكون إلى الواقع السيِّئ، وإمكانية تغيير التخلُّف الحضاري. وغيرها من الآثار, والتي بلَغ بها المؤلِّف (14) أثرًا.

ثانيًا: الأُسس التعبديَّة للتربية الحضاريَّة, وممَّا ذكَر منها: أهميَّة تربية الأجيال على ملازمة العبوديَّة في جميع جوانب الحضارة ومراحلها, وتفعيل دَور النيَّة والغائية في أداء الشَّعائر التعبديَّة، والأعمال الحضاريَّة, ثم عدَّد المؤلِّف مجموعةً من الآثار التربويَّة للأُسس التعبديَّة، فذكَر من ذلك: تزويدَ المتربِّين بالطاقة الرُّوحيَّة المعِينة على القيام بالواجبات الحضاريَّة, وتقويةَ نوازع الخير في النَّفْس، وحبَّ الآخرين، والتعاونَ الحضاريِّ, وتقويةَ الروابط الاجتماعيَّة والأُخوة الإيمانيَّة والوحدة الإسلاميَّة المنشودة، والتي توجد دواعيها في الحجِّ بشكل مكثَّف، وتحقيق التماسُك الحضاريِّ, وتربية الأجيال على الصَّبر والإحساس بمعاناة الآخَرين، ومحاربة الفقر والتخلُّف الاقتصادي, وغيرها.

ثالثًا: الأُسس التشريعيَّة للتربية الحضاريَّة, وهنا يتناول المؤلِّف خصائصَ هذه الأُسس, ودَور مقاصد الشريعة في التربية الحضاريَّة, فيَذكُر عددًا من أهمِّ الآثار التربويَّة الحضاريَّة للأُسس التشريعيَّة, ومنها: تربية الأجيال على جلْب المصالح, ودفْع المفاسد عن كيان الأمَّة, وتربيتهم على توجيه الحضارة ومنجزاتها واكتشافها وعلومها وَفقَ الضوابط الشرعيَّة, وعلى أهميَّة الحفاظ على الأمن والاستقرار لقيام الحضارة واستمرارها، وغيرها.

رابعًا: الأُسس العِلميَّة للتربية الحضاريَّة, وهنا يبيِّن المؤلِّف أنَّ الحضاراتِ لا تقوم ولا تتقدَّم أو تتفوَّق إلَّا بالتقدُّم في العلوم جميعًا, موضِّحًا أنَّ الأمم من حيثُ التقدُّم تتفاوت في المنزلة والمكانة والرُّقي, وأوضح أنَّ الأساس العِلمي في الإسلام كان هو المنطلقَ الأوَّلَ لقيام الحضارة الإسلاميَّة, ثم ذكَر عددًا من الآثار التربويَّة الحضاريَّة للأسس العِلميَّة، ومنها: الترغيب في العِلم وطلبه, وتوجيه العلوم إنسانيًّا وإسلاميًّا لخدمة الحضارة, واتخاذ العلم أساسًا لكلِّ عمل من الأعمال الدِّينيَّة والدنيويَّة للبناء الحضاريِّ المنشود, وإشعار المتربِّي بأنَّ العِلم عبادةٌ يَتقرَّب بها المتربِّي إلى خالقه إذا عمِل به لخدمة الدِّين والأمَّة... وغير ذلك من الآثار.

خامسًا: الأُسس الأخلاقيَّة للتربية الحضاريَّة, وهنا أوضح المؤلِّف أنَّ الحضارة الإسلاميَّة قد اهتمَّت بجانب الأخلاق؛ بهدف تفعيل الضوابط السلوكيَّة، وإيجاد الرقابة الداخليَّة لدي المتربِّين في مختلف ميادين الحياة، وفي جميع الظروف والأحوال.

وذكر لهذه الأُسس الأخلاقيَّة آثارًا حسَنةً كثيرة؛ منها: نشْر المحبَّة والتآخي بين أفراد مجتمع الحضارة, ونبْذ الأنانية والصِّراع على حُطام الدُّنيا، ومنجزات الحضارة ومكاسبها, وإيجاد المناخ الملائم لإزالة الفوارق الطبقيَّة والعُنصريَّة, والقضاء على أنواع الظُّلم المهدِّد لكيان الحضارات, وحماية القِيَم الرَّفيعة وتطبيقها على جميع الكائنات في ظلِّ هذه الحضارة, وغيرها من الآثار.

سادسًا: الأُسس النفسيَّة للتربية الحضاريَّة, ويَذكُر المؤلِّف هنا أهميَّة هذه الأُسس، وأنَّه لا يمكن لباحث في التربية الحضاريَّة أن يُغفِل الأُسسَ النفسيَّة؛ وذلك لعظيم أثرها في الأفراد والمجتمعات, كما أنَّه تناول فروعَ العلوم التي يدخُل فيها عِلم النفْس, كعلم النفْس الصِّناعي, والحربي, والتِّجاري, ثمَّ بدأ بتَعداد الآثار التربوية الحضارية للأسس النفسيَّة، فذكر منها: الدَّعوة لدراسة النفْس الإنسانيَّة، وتزكيتها، ومعرفة قُدراتها وإمكانياتها في خِدمة الحضارة, وإشعار الأجيال بالكرامة الإنسانيَّة ممَّا يدفعهم إلى التفوُّق الحضاري, واستغلال الاستعدادات والإمكانيات المودَعة في النفْس وتوظيفها لِمَا فيه خيرُ البشريَّة والأمَّة, والبَدء بالأنفُس؛ للتغيير نحوَ الأفضل، وللمحافظة على التفوُّق الحضاري, وغيرها.

بعد ذلك انتقل المؤلِّف إلى الفصل الخامس ، والذي كان الحديث فيه عن ميادين التربية الحضاريَّة في الإسلام, وقد قسَّمها إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الميادين الماديَّة والاقتصاديَّة: وتحدَّث فيه عن دَور التربية الحضاريَّة في الميادين الغذائيَّة, والصِّناعيَّة, والتجاريَّة, والعسكريَّة, والتقنيَّة, والصحيَّة والطبيَّة, وأخيرًا دَورها في الميادين العمرانيَّة.

القسم الثاني: الميادين المعنويَّة: وتحدَّث فيه عن دَور التربية الحضاريَّة في الميادين الاعتقاديَّة والرُّوحية، والأخلاقيَّة, والميادين الأدبيَّة والفنيَّة.

القسم الثالث: الميادين التنظيميَّة والتشريعيَّة: وتحدَّث فيه عن دَور التربية الحضاريَّة في الميادين التشريعيَّة, والإداريَّة والسِّياسيَّة, والميادين الاجتماعيَّة.

ثمَّ شَرَع المؤلِّف في الفصل السادس: وفيه يُحدِّثنا عن أساليب التربية الحضاريَّة في الإسلام, وذكر منها تسعةَ أساليب:

الأسلوب الأوَّل: تربية الأجيال المسلِمة على التعامُل مع التقنية المتقدِّمة.

الأسلوب الثَّاني: التربية المهنيَّة والفنيَّة للأجيال المسلِمة.

الأسلوب الثَّالث: التربية الإبداعيَّة والابتكاريَّة للأجيال المسلِمة.

الأسلوب الرَّابع: ا لتربية على الاستفادة من التُّراث الحضاري للأمَّة الإسلاميَّة.

الأسلوب الخامس : التربية على الانفتاح المنضبِط على الخِبرات الحضاريَّة الأخرى.

الأسلوب السَّادس : تربية الأجيال المسلِمة على رُوح التعاون الفعَّال.

الأسلوب السَّابع: التربية على تسخير الكَفاءات المسلِمة لبناء الحضارة الإسلاميَّة المتقدِّمة.

الأسلوب الثامن: التربية الحضاريَّة المستمرَّة للأجيال المسلِمة عَبْر المراحل التعليميَّة.

الأسلوب التَّاسع: تربية الأجيال على التضحية، وإيجاد الدافعيَّة لبناء الحضارة الإسلاميَّة.

وتحدَّث تحت كلِّ أسلوب من هذه الأساليب عن وسائله.

وفي الفصل السابع تحدَّث المؤلِّف عن دَور المؤسَّسات التربويَّة في التربية الحضاريَّة, متناولًا دَور كلٍّ من: الأسرة, والمسجد, والمدارس والجامعات, والإعلام, والمجتمع.

أمَّا الفصل الثَّامن فقد تناول فيه المؤلِّف ضوابطَ التربية الحضارية ومعاييرها, وذكر من ذلك ثمانية ضوابط:

الضابط الأوَّل: وجوب مراعاة مكانة الحياة الدُّنيا في ميزان الإسلام.

الضابط الثَّاني: وجوب التَّحذير من فِتنة الأموال والثروات.

الضابط الثَّالث: وجوب التوازُن بين عناصر الحضارة والحاجات الطبيعيَّة للإنسان.

الضابط الرَّابع: وجوب التركيز على أنَّ العقيدة الإسلاميَّة هي أساسُ البِناء الحضاريِّ.

الضَّابط الخامس : وجوب الثَّبات على الشَّرْع مهما كانت المتغيِّرات.

الضابط السَّادس : وجوب التفاعُل بحِكمة ومنهجيَّة مع الحضارات الأخرى.

الضابط السَّابع: وجوب الالتزام بالأخلاق والقِيَم الإسلاميَّة لنيل التفوُّق الحضاري.

الضابط الثَّامن: وجوب التميُّز العِلمي في المقاصد والأهداف.

 

ثم ختَم الكتاب بذِكر أهمِّ النتائج التي توصَّل إليها, والتوصيات التي يُوصِي بها.