قراءة وتعريف

الرُّؤى عند أهل السُّنَّة والجماعة والمخالفين
book
سهل بن رفاع العُتيبي
عنوان الكتاب: الرُّؤى عند أهل السُّنَّة والجماعة والمخالفين
النـاشـر: كنوز إشبيليا للنشر والتوزيع - الرياض
الطبعة: الأولى
سنة الطبـع: 1430هـ
عدد الصفحات: 506
نــــوع الكتـــاب: رسالة علميَّة تقدَّم بها المؤلِّف لنيل درجة الماجستير من كليَّة أصول الدِّين بجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلاميَّة, قسم العقيدة والمذاهب المعاصِرة.
  التعريف بموضوع الكتاب :

للحديث عن الرُّؤى أهميَّةٌ كبيرة، تظهر جليَّةً في اهتمام القرآن الكريم والسُّنة النبويَّة بها, كما تظهر في ارتباطها بالعقيدة من حيثُ عَلاقتُها بالنبوَّة والوحي؛ فهي جزءٌ من أجزاء النبوَّة, وهي من مبشِّرات النبوَّة، ورُؤيا الأنبياء وحيٌ، بل هي مبدأ الوحي للأنبياء, كما أنَّ لها ارتباطًا بالرُّوح، وهذه المسائل كلُّها من مباحث العقيدة. وممَّا يؤكِّد أيضًا على أهميَّة الحديث عنها الانحرافُ الواقع عند بعض الفِرق الضالَّة فيها، مثل الفلاسفة والصُّوفيَّة، وبعض النظريَّات الماديَّة لعلماء النَّفْس. كما يدعو للحديث الرُّؤى أيضًا حاجةُ جميع طبقات النَّاس إلى معرفة حقيقتها؛ لارتباطها بحياتهم اليوميَّة، وكثيرًا ما يتحدَّثون عنها، ويسألون عنها أهلَ الذِّكر.

والحديث في هذا الأسبوع يدور حول كتاب تناوَلَ الرُّؤى من الناحية العقديَّة, وقد فصَّل المؤلِّف القول فيها وأبانه, مبتدئًا الكتاب - بعد المقدِّمة - بتمهيد، ذكر فيه أهميَّة الرُّؤى في حياة النَّاس، من جهة بيان مكانتها في الإسلام، وكيف اهتمَّ القرآن الكريم، والسُّنة النبويَّة بها، كما قام باستعراض موجَز لجهود علماء الحديث في تخريج أحاديث الرُّؤى، وتصنيفها.

كما بيَّن المؤلِّف في ذات التمهيد موقفَ المسلم الحقَّ من الرُّؤى, كما كان رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم, وأصحابُه, وسلف هذه الأمَّة يقفون من الرُّؤى, ثمَّ تناول بالذِّكر جوانب التَّفريط والإفراط التي حدَثت في موضوع الرُّؤى, وضرَب أمثلةً عديدةً لتفريط النُّفاة، وإفراط الغُلاة.

ثمَّ دخل بعد ذلك في أبواب الكتاب، التي تألَّفت من ثلاثة أبواب، تحت كلِّ باب فصولُه ومباحثه ومسائله:

فأمَّا الباب الأوَّل: فكان الحديث فيه عن حقيقة الرُّؤى, وأقسامها, وعلاماتها, وعَلاقتها بالنبوَّة, وقد تضمَّن هذا الباب ثلاثةَ فصول:

في الفصل الأوَّل: تحدَّث المؤلِّف عن حقيقة الرُّؤى, فعرَّفها لُغة، واصطلاحًا, وذكَر أنَّ المعنى الاصطلاحي لا يخرُج عن المعنى اللُّغوي الذي خُلاصته أنَّ الرؤى: جمْع رؤيا، وهي ما يراه الإنسان في منامه، ولكن اختلف النَّاس في كيفيتها وحقيقتها، فذكَر أهمَّ هذه الأقوال وأشهرها؛ فأَورد قول صالح بن قبَّة من متكلِّمي الشِّيعة, وقول أكثر المعتزلة, وقول الفلاسفة, رادًّا على كلِّ قول من هذه الأقوال، ثمَّ ختَم بقول أهل الحقِّ أهل السُّنة والجماعة وأنَّهم لا يتجاوزن ما ثبَت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم من أنَّها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

الأولى: رؤية حقٍّ من الله عزَّ وجلَّ، وهو سبحانه أعلمُ بكيفيَّة ذلك.

والثَّانية: رُؤيا باطلة؛ فهي أضغاث أحلام من تهويل الشَّيطان وتحزينه وتمثيله لابن آدم.

والثَّالثة: ما يُحدِّث بها الرَّجُل نفْسه في اليقظة فيراه في المنام.

ثم انتقل المؤلِّف بعد ذلك إلى ذِكر الفرق بين الرُّؤيا والحُلم، والفرق بين الرؤيا والرُّؤية.

وبعد ذلك تحدَّث المؤلِّف عن دَلالات الرُّؤى, ويعني بها: الأمور التي تدلُّ عليها الرُّؤى من الخير والشرِّ، فذكر تعريف الدَّلالات، وجاء بأربع دَلالات للرؤيا، وهي:

أولًا: أنَّ الرُّؤيا الصالحة تدلُّ على خير رائيها وصلاحه - غالبًا.
ثانيًا: أنَّها تدلُّ على تثبيت الله لعباده المؤمنين.
ثالثًا: أنَّها تدلُّ على اهتمام صاحبها بما يراه في المنام.
رابعًا: أنَّ رؤيا السُّوء تدلُّ على تلاعُب الشَّيطان بالإنسان.
ذاكرًا الأدلَّة على هذه الدَّلالات.
ثم تحدَّث
عن تعلُّق الرُّؤى بالرُّوح, وذكر تحت هذا المبحث عِدَّة مسائلَ، كتعريف الرُّوح، وصِفاتها، وخصائصها, وتكلَّم أيضًا عن مسألة: هل روح النائم تفارق جسده في النَّوم؟ وهل تتلاقى أرواح الأحياء والأموات؟

أمَّا الفصل الثاني: فكان للحديث عن أقسام الرُّؤى وعَلاماتها, فذكر المؤلِّف أقسام الرُّؤى الثلاثة:
·        رؤيا الحقِّ الصَّالحة
·        حديث النَّفْس
·        الحُلم.

ثم تحدَّث عن صِفات الرُّؤيا الصالحة, وأقسامها, وعلاماتها, وتطرَّق للحديث عن رُؤيا المؤمن عند اقتراب زمان السَّاعة ودُنوِّ وقتها، ثمَّ تحدَّث عن أسباب صِدق الرُّؤيا الصَّالحة، فذكر من تلك الأسباب:
·        تحقيق ولاية الله تعالى.
·        أن يَحرِص أن يكونَ صادقًا في حديثه.
·        أن يُحرز نفْسه من الشيطان عند النَّوم بمراعاة الآداب الشَّرعيَّة، وخصوصًا الأذكار وقراءة آية الكرسيِّ.
بعد ذلك تعرَّض المؤلِّف لأقسام النَّاس في الرؤى, وبيَّن أنَّهم ينقسمون إلى: الأنبياء, والصَّالحين, وما عداهم.

وفي الفصل الثَّالث: يُحدِّثنا المؤلِّف عن علاقة الرُّؤى بالنبوَّة, وهنا بيَّن أنَّ رؤيا الأنبياء وحيٌ وحقٌّ, وأنَّ الرُّؤيا تدخل في الوحي العامِّ إذا كانت من المؤمن. كما تحدَّث عن أنَّ الرؤيا الصَّالحة كانت هي أوَّلَ مبدأِ الوحي للأنبياء.

وذكر المؤلِّف أنَّ الرؤيا الصالحة جزءٌ من أجزاء النبوَّة، وعدَّد الأحاديث الواردة في ذلك, وبيَّن أنَّ معنى كون الرُّؤيا الصالحة جزءًا من أجزاء النبوَّة: أنَّها فيها إشعارٌ للمؤمن بخبر سيقع ليغتنمَه, أو شر سيقع ليحذرَه ويتجنَّبه, ويأخُذَ أُهبتَه واستعداده، فهي من هذا الوجه جزءٌ من ستَّة وأربعين جزءًا من النبوَّة.

ثمَّ تناول المؤلِّف بعد ذلك مواقفَ العلماء من اختلاف الرِّوايات في تحديد أجزاء النبوَّة, ورجَّح أنَّ هذا الاختلاف من الأمور التوقيفيَّة التي لا تُعلم حِكمتها.

ثمَّ ذكر مسألة أخرى، وهي: هل تُنسب رؤيا الكافر الصَّادقة إلى أجزاء النبوَّة؟ ورجَّح المؤلِّف أنَّ الرُّؤيا لا تكون من أجزاء النبوَّة إلَّا إذا كانت من مُسلِم صادق؛ ولذا جاءت مقيَّدة في أغلب الأحاديث، وما جاء في بعض ألفاظها من الإطلاق، فيُحمَل المُطلَق على المقيَّد، وبهذا الإطلاق تخرُج رؤيا الكافر الصَّادقة.

أمَّا الباب الثَّاني: فعقَده المؤلِّفُ للحديث عن أقوال المخالفين في الرُّؤى، ومناقشتهم, وقد اشتمل هذا الباب على فصلين:

الفصل الأول: كان للحديث عن نظريَّات علماء النَّفْس في الرُّؤى, حيث ذكر المؤلِّف أنَّ لهم في الرُّؤى نظريتين:
·        الأولى: نظرية التَّحليل النَّفْسي, التي أسَّسها سيجموند فرويد, وخُلاصتها: أنَّ الأحلام والرُّؤى لا تتنبَّأ بالمستقبل، فهو يُنكر الرُّؤيا الصَّادقة، بل يرى أنَّ جميع الرُّؤى تكشِف عن صراعات جنسيَّة مكبوتة!
·        الثانية: نظريَّة التنبيهات الخارجيَّة, حيث يرى بعض علماء النَّفْس أنَّ الرُّؤى والأحلام تنشأ عن تنبيهات حِسيَّة خارجيَّة، ويتوقَّف مضمون الحُلم على طبيعة هذه التنبيهات.
وقد ناقشهم المؤلِّف في هاتين النظريتين، وردَّ عليهم في دعواهم فيها.

الفصل الثاني : تحدَّث فيه عن مذهب الصوفية في الرؤى , فذكر تعريفها عندهم, وأنَّه شبيه بتعريف الفلاسفة لها، وأنَّ لهم في الرؤيا تعاريفَ متعدِّدة بحسب مراتبهم في الضَّلال والانحراف. وعن مكانة الرُّؤيا عند الصُّوفية يوضِّح لنا المؤلِّف أنَّها مصدر مهمٌّ من مصادر المعرفة والتلقِّي لديهم, بل هي مصدر يقينيٌّ لا يتطرَّق إليه الشكُّ أو الغلط؛ فهم يستمدُّون منها: تصحيح عقائدهم الباطلة, وتصحيح أقوالهم ورُسومهم, وتفسير بعض آي الكتاب العزيز, والتَّمييز بين صحيح الأحاديث وضعيفها, وغير ذلك!

ثمَّ ذكر المؤلِّف عددًا من الشُّبهات عند الصوفيَّة، والتي بسببها جعلوا الرُّؤى مصدرًا للتلقِّي والمعرفة، فذكر منها:
أولًا: قولهم: إنَّ الرؤيا جزءٌ من أجزاء النبوَّة؛ فلا ينبغي أن تُهمَل.
ثانيًا: أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((مَن رآني في المنام فقدْ رآني حقًّا؛ فإنَّ الشَّيطان لا يتمثَّل بي))، وإذا كان الأمر كذلك، فإخبار النبيِّ  صلَّى الله عليه وسلَّم في النَّوم كإخباره في اليقظة؛ لأنَّ الشيطان لا يتمثَّل به صلَّى الله عليه وسلَّم.
ثالثًا: استدلُّوا على جواز العمل بالمنامات بما أورده الإمام مسلمٌ في مقدِّمة كتابه الصَّحيح بسنده عن عليِّ بن مُسهِر، قال: سمعتُ أنا وحمزة الزيَّات من أبان بن أبي عيَّاش نحوًا من ألف حديث، قال عليٌّ: فلقيتُ حمزة فأخبرني أنَّه رأى رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم في المنام، فعرَض ما سمع من أَبان، فما عَرَف منها إلَّا شيئًا يسيرًا خمسة أو ستَّة.
وقد ناقشهم المؤلِّف وردَّ عليهم في ذلك كله، من وجوه عامَّة وخاصَّة.

وفي الباب الثَّالث: تحدَّث المؤلِّف عن أحكام وآداب الرُّؤى, وذلك في ثلاثة فصول:

الفصل الأوَّل: اشتمل على أحكام الرُّؤى, وتضمَّن العديد من المباحث, كرؤية الله في المنام, ورؤية الملائكة, ورؤية نبيِّنا محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم, ورؤية الأنبياء, والكذب في الرُّؤيا, وتحت كلِّ هذه المباحث مسائلُ، فصَّل المؤلِّف فيها القول وبيَّن أحكامَها.

الفصل الثَّاني: وهنا يُحدِّثنا المؤلِّف عن أحكام تعبير الرُّؤى, فتناول أقسام تأويل الرُّؤى وقواعده, فممَّا ذكَره من الأقسام:

·        التأويل بدَلالة القُرآن.
·        التَّأويل بدَلالة الحديث.
·        التَّأويل بالأمثال السَّائرة بين النَّاس.
·        التَّأويل بالأسامي.
·        تأويل بدَلالة المعاني.

وممَّا تناوله كذلك من المسائل: مسألة هل الرُّؤيا إذا عُبِّرت وَقعتْ؟ وبيَّن أنَّ للعلماء في ذلك ثلاثةَ أقوال, ذكرها وذكَر أدلَّتها, وقد مال إلى القول بالتفصيل، وأنَّ بينها عمومًا وخصوصًا، فالوقوع مخصوص بما أصاب حقيقة الرُّؤية، ناسبًا هذا القول إلى جمهور العلماء، ثم ذكَر بعد ذلك أمثلةً من تأويل الرُّؤى في السُّنة النبويَّة.

الفصل الثَّالث: كان للحديث عن آداب الرُّؤى, فذكر فيه المؤلِّف جملةً من هذه الآداب, كآداب مَن رأى ما يحب, ومن رأى ما يكره, وشروط المعبِّر للرُّؤيا وآدابِه.

ثمَّ ختَم كتابه بذِكر النتائج التو توصَّل إليها خلال بحثه هذا، وقد وصَلت إلى خمسٍ وأربعين نتيجةً..