قراءة وتعريف

صفحات من حياتي
book
عمر سليمان الأشقر
عنوان الكتاب: صفحات من حياتي
الناشـر: دار النفائس - الأردن
سنة الطبع: الطبعة الأولى – 1430هـ
عدد الصفحات: 311

التعريف بموضوع الكتاب:
حتمية الموت أمر لا شك فيه ولا جدل, فهو مكتوب على الصغير والكبير, والغني والفقير، و الشريف والحقير، والحاكم والمحكوم، والعالم والجاهل، والذكر والأنثى. بيد أن مصيبة الموت قد يكون وقعها عظيمًا, ورزيتها قوية، إذا أصيبت بها الأمة في سراتها، وقادتها، وعلمائها.
ها نحن في هذه الأيام نفقد علمًا من أعلام أمتنا, وعالمًا من علمائها, ملأ علمه الأرض, وعاش حياته معلمًا، ومربيًا، وناصحًا، وموجهًا, إنَّه الشيخ عمر بن سليمان الأشقر طيب الله ثراه ورحمه.
وبهذه الرزية التي أصيبت بها الأُمَّة, ورزيء بها المسلمون أردنا أن نعرج على الذكرى الطيبة لهذا العالم, من خلال سيرته العطرة, عرفانًا لما قدم, وتخليداً لذكرى أعلام الأمة وعلمائها.

كتاب هذا الأسبوع ترجمة كتبها الشيخ بيده, وسطرها بقلمه, دوَّن فيها مراحل من أيامه, وصفحات من حياته, احتوت على كثير من العبر والحكم الجديرة بالوقوف والتأمل.
في مبحث الأول من الكتاب: عرف الشيخ بنفسه, فتحدث عن عائلته في قرية برقة الفلسطينية, حيث مسقط رأسه, فذكر شيئاً عن أفراد هذه الأسرة الكريمة, كما تحدث عن مرابع صباه في قريته وجمالها, ومدرسته, وعمله مع والده, وما عاصره من أحداث في تلك الفترة، استقواء اليهود والحروب التي حصلت بينهم وبين العرب، وغيرها من الوقائع.
ومما تناوله الشيخ أيضاً في هذا المبحث، ولادته، واسمه الذي سمي به, وعن أصوله التي يتحدر منها.
في المبحث الثاني من مباحث هذه السيرة العطرة تكلم الشيخ عن انتقاله إلى مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية, وعن دراسته فيها, وعن تنقله ما بينها وبين قريته التي كان يعود إليها في إجازاته.
في ثالث مباحث هذه الترجمة تناول الشيخ مرحلة مهمة من مراحل حياته، وهي انتقاله من الرياض إلى المدينة المنورة, وتحدث عن كيفية قضائه لأيَّامه فيها، وعن النشاطات الدعوية التي كان يقوم بها, كما تكلم عن شيخيه الإمام عبد العزيز بن باز, والإمام محمد ناصر الدين الألباني, حيث عقد بينهما مقارنة فأطال الحديث عنهما. وأردف بذكر بقية مشائخه الذين صحبهم في المدينة كالشيخ محمد عبد الوهاب البنا, والشيخ محمد مختار الشنقيطي, وأخيه محمد الأشقر وغيرهم. ولم ينس الشيخ أن يذكر بعضًا من العلماء الذين عرفهم ولم يدرس عليهم كالشيخ عبد المحسن العباد والشيخ الجزائري.
ومما ذكره الشيخ أيضاً في هذا المبحث رحلته إلى السودان, والفتنة التي أطلت بوادرها في المدينة والتي أدت إلى دخوله السجن ومن ثم تسفيره إلى بلاده.
في المبحث الرابع تناول الشيخ عودته إلى دياره وبحثه عن العمل فيها وحصوله عليه.
كما تناول في المبحث الذي يليه رحلته إلى دولة الكويت والتقائه هناك برفيقه وصديقه الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق, ومن ثم التحاقه بوزارة التربية مدرسًا, وعن أعماله الدعوية في دولة الكويت.
ومما ذكره الشيخ أيضاً في هذا المبحث بعض الوقائع المهمة التي جرت له في الكويت, وغيرها من الأحداث.

أما رحيله عن الكويت إلى الأردن فقد أفرد له المبحث السادس, وتحدث في هذا المبحث عن حادثة غزو الكويت وما جرى له فيها من أحداث.
بعد هذه الأحداث استقر الشيخ في عمان وتحدث عن ذلك في المبحث السابع, فتناول فيه عمله في جامعاتها, وعن أعماله العلمية والدعوية فيها.
كما تناول حصاده العلمي والدعوي في المبحث الثامن, فتحدث عن مؤهلاته العلمية والخبرات التعليمية والتدرج الوظيفي, وبداية اشتغاله بالكتابة, وعن المؤتمرات واللقاءات العلمية والدعوية التي شارك فيها, ومؤلفاته المتنوعة التي ألفها, أو شارك في تأليفها, أو حققها, كما تحدث عن أثر هذه المؤلفات في العالم العربي والإسلامي.

أما المبحث التاسع فتحدث الشيخ فيه عن تدريسه لطلبة الدراسات العليا والإشراف على الرسائل العلمية, أردفه بعاشر تحدث فيه عن التقويم العلمي للبحوث والكتب المقدمة من المجلات العلمية ومراكز البحث.
تحدث الشيخ في المبحث الحادي عشر عن أهم الفتاوى التي أفتى بها أو شاركه غيره في إعدادها.
وعن أسفار الشيخ ورحلاته في العالم كان المبحث الثاني عشر, فتحدث عن البلدان التي زارها والأنشطة المصاحبة لهذه الرحلات, والنماذج التي التقاها في تلك الأسفار.

ثم ختم الشيخ رحمه الله كتابه بمجموعة من الرسائل الإخوانية التي تبادلها مع بعض أعلام عصره وطلبة العلم في زمنه.
ونحن نختم بعبارة جميلة قالها الشيخ رحمه الله في مقدمة الكتاب حيث قال: (لقد صار ابن الجوزي تاريخاً, وصار ابن كثير تاريخاً, وسأصير أنا تاريخاً, فليس هناك أحد خالد في هذه الحياة...).

فها هو اليوم يصير تاريخًا, ولكنه تاريخ خالد, عامرٌ بالعطاء والبذل, نسأل الله أن يكتب منزلته في عليِّين, ويقبله ويتقبل منه, ويخلف للأمة الإسلامية خيراً.