قراءة وتعريف

موقف الليبرالية في البلاد العربية من محكمات الدين
book
صالح بن محمد بن عمر الدميجي
عنوان الكتاب: موقف الليبرالية في البلاد العربية من محكمات الدين
النـاشر: مجلة البيان - الرياض
سـنة الطبـع: ط 1 – 1433هـ
عدد الصفحات: 1004
نـوع الكتــاب: أصل هذا الكتاب رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراة من قسم العقيدة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة.

  التعريف بموضوع الكتاب :

يشهد العالم تطورات كبيرة, وتحولات خطيرة, من أخطرها ما يشهده على صعيد الفرق والجماعات والمذاهب والتيارات, والافكار والمناهج والنظريات, التي ظهرت وتلقفها أبناء المسلمين, وتهافتوا عليها وانضووا تحت رايتها, ومن أسوأ هذه الرايات الليبرالية, ذلك الفكر الذي يحمل في أحشائه خطورة التمرد, ووحشية رأس المال المتوثب, والذي هام به كثير من أبناء المسلمين وأرادوا أن ينقلوه إلى أرض الإسلام رغم أنه نبت ونشأ في غير أرضهم وفي بيئة غير بيئتهم.
هذا الكتاب الذي بين أيدينا دراسة متعمقة, يهدف مؤلفها إلى تتبع النتاج الفكري لأرباب التيار الليبرالي في البلاد العربية الذي ينشط بشكل كبير هذه الأيام فيما يتعلق بموقفهم من الإسلام, وكشف حقيقة موقفهم من محكمات الدين ومسلماته.
استهل المؤلف كتابه بتمهيد عرف فيه المحكمات في اللغة والاصطلاح, وبين منزلتها من الدين, ليبدأ في أبواب الكتاب التي تألفت من أربعة أبواب:
الباب الأول: تحدث عن الليبرالية من عدة نواحٍ وفي عدة فصول:
الفصل الأول: تناول الليبرالية من حيث المفهوم والنشأة, فبين المؤلف أن مفهوم الليبرالية يلفه الغموض, ويكتنفه اللبس, ذاكراً العديد من المفاهيم المذكورة لليبرالية, كما ذكر الأصول الفكرية لليبرالية من الفردية,  والحرية, والعقلانية, أما حديثه عن النشأة فكان مما ذكره طورين مهمين من أطوار نشأتها وهي الليبرالية الكلاسيكية, والليبرالية المعاصرة.
وفي الفصل الثاني من هذا الباب ذكر المؤلف ثلاث مجالات للليبرالية:
أولها: الليبرالية الفكرية, وذكر أن هذه الليبرالية عند التأمل في جانبها الفكري نجدها ترتكز على أمور مهمة منها: حرية الفكر أو الفكر الحر, وسيادة الإنسان على نفسه وتحرره من أي تدخل من خارج ذاته, ودعوى نسبية الحقيقة, ومعارضة هذا النوع  من مجالات الليبرالية أن تضع الحكومة قواعد للأدب أو الفن أو النشاط الأكاديمي أو غيره, كما يتصف الفكر الليبرالي بأنه يجعل الأنانية غاية, ويروج لنهاية الأيديولوجيا.
ثانيها: الليبرالية السياسية, وأوضح المؤلف أنها تحمل عدة معني منها: أن الأفراد هم أساس القانون والمجتمع, وأنها تقوم على ثلاثة أسس: هي العلمانية, والديمقراطية, والحرية الفردية, وغيرها مما تعنيه هذه الليبرالية.
ثالثها: الليبرالية الاقتصادية, وذكر المؤلف أن هذا المجال من مجالات الليبرالية مرَّ بتطورات أجمَلَها في ثلاث مراحل:
1.  مرحلة الليبرالية الأولى التقليدية أو الكلاسيكية.
2.  ومرحلة الليبرالية المنظمة أو الاجتماعية.
3.  ومرحلة الليبرالية الجديدة.
أما الفصل الثالث من هذا الباب فخصصه المؤلف لبيان موقف الليبرالية من الدين.
والفصل الرابع تناول المؤلف الليبرالية في البلاد العربية من عدة جوانب, فتحدث عنها من جانب النشأة وأسبابها والعوامل التي ساعدت على نشأة الليبرالية العربية, وصنف المؤلف دعاة الليبرالية العربية إلى صنفين: تيار ليبرالي تغريبي وضعي, وآخر تغريبي تحريفي.كما تناول المراحل التي مرت بها الليبرالية العربية وهي: مرحلة التكوين, ومرحلة الاكتمال, ومرحلة الاستقلال, ومرحلة التقوقع.
وفي الفصل نفسه تحدث عن الأصول الفكرية لليبرالية العربية وهي: العلمانية, والعقلانية, والإنسانية, والنفعية.
ثم تحدث عن أبرز القضايا التي يطرحها الخطاب الليبرالي العربي, كالحرية, وعد الدين أحد أوجه النشاط البشري, ونفي صلة الدين بالله تعالى, والعمل على تغيير الدين من داخله, والقطيعة التامة مع تراث الأمة وماضيها  وغيرها من القضايا. ليتحدث بعد ذلك عن الليبرالية العربية من حيث النجاح والفشل.
الباب الثاني: تكلم في هذا الباب عن موقف الليبرالية العربية من مصادر التلقي ومناهج الاستدلال, وبين المؤلف في تمهيده لهذا الباب أن الليبراليين العرب انقسموا في هذه المسألة إلى قسمين: المنكرين للوحي الإلهي من أصله صراحة, والمثبتين للوحي اسماً بيد أنهم يفسرونه بما يخرجه عن حقيقته, مبيناً سبب اضطرابهم في هذه القضية. وقد جعل المؤلف الحديث على هذه القضية على خمسة فصول:
الفصل الأول: تناول موقف الليبرالية من مفهوم الوحي وإمكان وقوعه.
الفصل الثاني: تناول موقف الليبرالية من ثبوت نصوص الوحي وحفظها, وتحدث عن المعالم الظاهرة لموقف الليبرالية من ثبوت نصوص الوحي, وذكر منها: قولهم بأن القرآن الذي بين أيدينا ليس هو كلام الله, والقول ببشرية القرآن الكريم, والقول أن القرآن قرآنان بالفصل بين الطابع الشفهي والمكتوب للقرآن, وغيرها.
الفصل الثالث: تناول موقف الليبرالية من تلقي الوحي وتفسيره, والذي بين المؤلف أنه يندرج في سياق موقفهم العام من الوحي, وهو ذلك الموقف الرافض لكل سلطة لا يكون مرجعها ذات الإنسان. كما أجمل معالم موقفهم فيما يتعلق بفهم النص الشرعي وتفسيره بعدة نقاط منها: القطيعة التامة مع التراث المفسر للنص الشرعي, والنسبية المطلقة لمعاني النص الشرعي ودلالاته, ودعواهم أن فهم النص الشرعي وتفسيره من العلوم الذاتية التي تعتمد على حس المفسر وذوقه فحسب, وغيرها.
الفصل الرابع: ويتناول موقف الليبرالية من حجية الوحي ومكانته, ذاكراً أبرز المعالم لموقفهم من ذلك, منها تسوية نصوص الوحي بالنصوص البشرية, ونزع القداسة عن القرآن الكريم والسنة النبوية, وقولهم بتاريخية النصوص الشرعية, وغيرها.
أما الفصل الخامس والفصل السادس: فتناولا موقف الليبرالية من العقل والاجتهاد ومن المقاصد والمصالح.
الباب الثالث: خصصصه المؤلف للحديث عن موقف الليبرالية في البلاد العربية من عقيدة الإيمان , واشتمل هذا الباب على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: موقف الليبرالية من الغيب: فبعد أن بين المؤلف منزلة الغيب في الكتاب والسنة أوضح أن الخطاب الليبرالي العربي يقف من هذا الأصل موقف المحادة والمعارضة. وذكر من أبرز التطبيقات والمفردات والنماذج لزعزعة عقيدة الإيمان بالغيب وإبطالها تقديس العقل وجعله بديلاً للنقل, ووضع العلم في مقابل الغيب, وإلغاء القداسة فليس لدى الخطاب شيء يصح تقديسه, وغيرها من التطبيقات.
الفصل الثاني: تناول موقف الليبرالية من الإيمان بالله, مبيناً أن الخطاب الليبرالي العربي قد أخل بعقيدة الإيمان بالله.
الفصل الثالث: وفي هذا الفصل تناول المؤلف موقف الليبرالية من بقية أركان الإيمان, وقد أوضح المؤلف أن جميع الغيبيات على ضوء المنهجية الليبرالية العربية تقابل بالجحود والإنكار, وهي السمة التي لا يكاد يخرج عن إطارها الخطاب الليبرالي .
الباب الرابع: تحدث فيه المؤلف عن موقف الليبرالية العربية في البلاد العربية من أصول التشريع, وقد تضمن هذا الباب سبعة فصول:
الفصل الأول: تحدث عن موقف الليبرالية العربية من ثبات الشريعة وشمولها, وبين المؤلف أنها تقف من ذلك موقف المعرض والمناكف, فهو يؤمن بالتغيير في جميع نواحي الحياة دون النظر إلى مصدر التغيير سواء كان إلهياً أو غيره.
الفصل الثاني: تناول فيه موقفها من تحكيم الشريعة, فهي تقف موقف المعارض, بسبب أن هذا التطبيق يتعارض مع ما تدعو إليه من حرية الفردية والديمقراطية ومع العلمانية.
الفصل الثالث: تحدث فيه المؤلف عن موقف الليبرالية العربية من أصول الفرائض, فهي كذلك تقف منها موقف المعارض, لزعمهم أنها تجعل من ذلك خضوعاً لسلطة خارج ذات الإنسان وهوما يتعارض مع الفردية.
الفصل الرابع: تناول موقف الليبرالية العربية من أصول المحرمات, فهي تعارض موقف الإسلام منها بدعوى تعرضه مع حرية الإنسان في عمل ما يريده, وأن فيه فرضاً للوصاية.
الفصل الخامس: تحدث فيه المؤلف عن موقف الليبرالية العربية من الأخلاق, وقد أوضح المؤلف أن الليبرالية في حقيقتها قامت على أساس مادي, لذا فهي تقف من الأخلاق موقفاً مادياً. فمعيارها في ذلك هو المنفعة, وقانون اللذة والألم.
الفصل السادس: تناول موقف الليبرالية من الحدود الشرعية, القائم على الرفض لها, لأنها تقوم على تقييد حرية الفرد, وتفرض على الإنسان سلوكاً بعينه, أو يمنعه من تحقيق رغبته, وإشباع شهوته.
الفصل السابع: وذكر فيه المؤلف موقف  الليبرالية من قضايا المرأة, والذي يستند على أساس أن تشكيل المجتمع يجب أن يكون بمعزل عن الدين والقيم, كما يدعو إلى تحرير المرأة من الخضوع لتعاليم الدين, ووصم الشريعة بأنها تنتقص من قدر المرأة وتحقرها.

والكتاب حافل ونافع، شكر الله لمؤلف ونفع به.