قراءة ونقد

البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم
book
علي جمعة
عنوان الكتاب: البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم
الناشر: دار السندس للتراث الإسلامي
سنة الطبع: 2006
عدد الصفحات: 144
عرض ونقد: القسم العلمي بمؤسسة الدرر السنية
كتاب هذا الشهر هو كتاب (البيان القويم لتصحيح بعض المفاهيم) للدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية، وهذا الكتاب تناول كثيرًا من المسائل المختلفة العقدية والفقهية وغيرها من المسائل (التي شغلت بال الناس في القرن الرابع عشر الهجري) على حد تعبيره، فأراد أن يبين أن هذه المسائل مسائل خلافية، وليست محل اتفاق، مع ذكر أدلة المخالفين، وليت المؤلف كتب في هذه المسائل بنظرة محايدة، وعرض الخلاف في كل مسألة وأقوال الفريقين، لكنه اكتفى بعرض أدلة من يؤيدهم، وذكر شبهاتهم، والمؤلف معروف بإغراقه في التصوف وأشعريته، ومنهجه المتساهل في الفتوى، الذي كان مثار نقد كثير من أهل العلم، لذا فلا عجب أن يُخرج أمثال هذا الكتاب، والذي كتب عليه (لا غنى عنه في كل بيت مسلم)، بما فيه من فتح لباب الشرك، والتعلق بالقبور، وتسويغ الابتداع في الدين، وسوف نعرض مسائل الكتاب، مع بيان أهم المؤاخذات عليه .
 
 
أولا: عرض الكتاب 
هذا الكتاب تناول اثنتين وثلاثين مسألة، أوردها المؤلف في صورة أسئلة، تولَّى الإجابة عليها ،  وهي :
س1: هل عبارة (لولا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما خلق الله الخلق) صحيحة المعنى، ولا تتعارض مع أصول الدين وأساسيات الاعتقاد الصحيح، وما هو معناها؟
س2: هل النبي صلى الله عليه وسلم نور، أم هو بشر مثلنا كما أخبر القرآن؟
س3: هل النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره، وما مدى أثر تلك الحياة علينا في حياتنا الدنيا؟
س4: هل يمكن فعلًا رؤية النبي صلى الله عليه وسلم أثناء اليقظة، وما حقيقة هذا الأمر؟
س5: ما حكم تسويد النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة وخارجها؟
س6: تحتفل الأمة الإسلامية كل عام بالمولد النبوي الشريف، ونرى من يعترض على ذلك الاحتفال، ويقولون إنه بدعة، فما حقيقة ذلك؟
س7: هل قوله تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابًا رحيمًا}. باق إلى يوم القيامة أو أنه انتهى بانتقال النبي صلى الله عليه وسلم من الحياة الدنيا؟
س8: هل يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء بعد انتقاله؟
س9: ما حكم الحلف بغير الله، وهل الترجي بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآل البيت والكعبة والمصحف جائز؟ كأن يقول الإنسان مثلاً، (والنبي تعمل كذا)، (وسيدنا الحسين وغلاوته عندك)، والمقصود الترجي وليس القسم، وهل يعد ذلك شركًا؟ حيث يفاجأ الإنسان إذا قال ذلك بمن يقول له: هذا حرام، هذا شرك، قل لا إله إلا الله؟
س10: هناك من يقول: إن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين وهما في النار، فهل هذا الكلام صحيح؟
س11: ما أهمية حب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وما هي حدود تلك المحبة، وما هو الفاصل بين حد المحبة والمغالاة المذمومة؟
س12: ما حكم زيارة آل بيت سيدنا رسول الله؟
س13: هل فعلًا رأس سيدنا الحسين صلى الله عليه وسلم مدفونة في مقامها الذي بالقاهرة؟
س14: ما حكم زيارة القبور عمومًا، وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهل يجوز شد الرحال بقصد زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الصالحين؟
س15: هل تجوز الصلاة في القبور، وما حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة، وهل يعدُّ ذلك من قبيل اتخاذ القبر مسجدًا؟
س16: ما حكم دخول المسلم في طريقة صوفية، ولماذا تتعدد هذه الطرق، وإذا كان التصوف هو الزهد والذكر والسلوك الحسن إلى الله، فلماذا لا يكتفي المسلم بمعرفة آداب وسلوك النفس بالكتاب والسنة؟
س17: هل هناك كرامات تحدث لبعض الصالحين في حياتهم، وهل تستمر بعد انتقالهم من الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية؟
س18: هل الجهر بالذكر بدعة؟
س19: ما حكم الاجتماع على الذكر في حلق؟
س20: ما حكم إطلاق اللحية؟
س21: ما حكم إسبال الثوب؟
س22: ما حكم الذكر على السبحة؟
س23: ما حكم القنوت في صلاة الصبح؟
س24: ما حكم قراءة القرآن للميت على القبر؟ وهل يصل ثوابها إليه؟
س25: ما حكم مصافحة المسلم لأخيه فور الانتهاء من الصلاة؟
س26: ما حكم قراءة القرآن في الصلاة من المصحف؟
س27: هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقوداً؟
س28: ما مدى جواز دراسة وتعلم علم الفلك عمومًا، والاعتماد على الحسابات الفلكية في تحديد رؤية شهر رمضان؟
س29: هل يقبل صيام من ترك الصلاة؟
س30: ما حكم الجلوس للعزاء والقراءة على الأموات في مجلس عزاء؟
س31: هل يجب على المرأة أن ترتدي النقاب؟
س32: يستدل كثير من المتشددين على عدم جواز أمور كثيرة يقوم بها المسلمون بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعلها وأصحابه رضي الله عنهم، فهل ترك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لأمر يدل على عدم جواز فعله؟
 
 
ثانيا: نقد الكتاب
هناك نوع من المسائل الفرعية الاجتهادية لا ينبغي أن يُضلَّل فيها المخالف، لا سيما إن كان له أدلة يستند إليها، ويؤخذ على المؤلف أنه جعل المعيار الذي نقسم به المسلمين، (حب الله ورسوله). وهذا كلام غريب فكم ابتدع في الدين باسم حب الله ورسوله، فكان الأجدر بالمؤلف أن يكون المعيار عنده هو موافقة الكتاب والسنة والإجماع واتباع الدليل.
 
ثم تراه يُعمِل قاعدة (إنما ينكر المتفق عليه، ولا ينكر المختلف فيه) والتي في إطلاقها نظر، فالخلاف الذي تبين فيه خطأ أحد القولين، وصواب القول الآخر، يُنكر القول الخطأ المخالف للدليل، حتى ولو كان صاحب القول الخطأ معذورًا، وما زال الصحابة ومن بعدهم من الأئمة ينكرون على من خالف دليلًا صحيحًا، ولو كان مجتهدًا.
 
لذا فالصواب أن يقال: (لا إنكار في مسائل الاجتهاد). يقول ابن تيمية: (وقولهم: مسائل الخلاف لا إنكار فيها. ليس بصحيح، فإن الإنكار إما أن يتوجه إلى القول بالحكم أو العمل. أمَّا الأول فإذا كان القول يخالف سنة أو إجماعًا قديمًا وجب إنكاره وفاقًا. وإن لم يكن كذلك فإنه يُنكر، بمعنى بيان ضعفه عند من يقول: المصيب واحد. وهم عامة السلف والفقهاء. وأما العمل فإذا كان على خلاف سنة أو إجماع وجب إنكاره أيضًا، بحسب درجات الإنكار. أما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع، وللاجتهاد فيها مساغ، لم ينكر على من عمل بها مجتهدًا أو مقلدًا. وإنما دخل هذا اللبس من جهة أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد، كما اعتقد ذلك طوائف من الناس. والصواب الذي عليه الأئمة أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوبًا ظاهرًا ، مثل حديث صحيح لا معارض له من جنسه ، فيسوغ إذا عدم ذلك فيها الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة أو لخفاء الأدلة فيها). ولذا يقول الشوكاني: (هذه المقالة- أي: لا إنكار في مسائل الخلاف- قد صارت أعظم ذريعة إلى سدِّ باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).
 
  ثم يقول الدكتور علي جمعة في خاتمة كتابه: (ولكننا أجبنا عليها من أجل أن يعرف المسلمون أدلة القائلين بها، وعسى أن تخرج ككل مسائل الخلاف باعتباره اختلاف تنوع، وأنه رحمة من الله، لا باعتباره اختلاف تضاد، الذي هو نقمة وليس بنعمة).
 
 وهذا دليل على جهل المؤلف فكيف تكون المسائل التي ذكرها، الاختلاف فيها اختلاف تنوع، وأكثرها مسائل الحق فيها واحد، وأحد القولين فيها صواب، والثاني خطأ.
 
 واختلاف التنوع هو ما يكون كل واحد من القولين أو الفعلين حقًّا مشروعًا، أو يكون كلٌّ من القولين هو في معنى القول الآخر، لكنِ العبارتان مختلفتان، فهل ينطبق هذا على ما ذكره المؤلف؟!
 
وقبل البدء في بيان أهم المؤاخذات على المؤلف، نقول: إن هذا الكتاب ينسجم مع المنهج الذي سلكه المؤلف؛ من التساهل في الفتوى، وتتبع رخص العلماء وزلاتهم.
 
 
ونذكر نماذج للمسائل التي تعرض لها المؤلف:
 
  المسألة الأولى: (أنه لولا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما خلق الله الخلق). فيحاول المؤلف أن يتكلف في تصحيح هذه العبارة، بل يقول: (فتلك عبارة لا تتناقض مع الإسلام، وأصول العقيدة، وأساسيات التوحيد، بل تؤكده وتدعمه، خاصة إذا فهمت بالشكل الصحيح). ثم يحاول أن يتكلف في توجيه هذه الكلمة بأشياء لا ترد على بال أحد من عوام الناس، بل يفهمها عوامهم على ظاهرها المخالف لقوله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} ولماذا التكلف في تقرير لفظة لم ترد بها آية ولا سنة صحيحة، إنما وردت في بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة، وعلى ألسنة بعض الصوفية.
 
يقول المؤلف: (فمعنى القول بأنه لولا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما خلق الله الخلق ، هو أن  الله  قال في كتابه العزيز: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالْإنْسَ إلَّا ليَعْبُدُون ﴾.
فتحقيق العبادة هي حكمة الخلق،  والعبادة لا تتحقق إلا بالعابدين ، فالعبادة عرض قائم بالعابد نفسه، وأفضل العابدين هو سيدنا محمد  صلى الله عليه وسلم، فهو عنوان العبادة، وعنوان التوحيد). وعلى كلامه يجوز أن يقال :خلق  الله الخلق من أجل الأنبياء، ومن أجل الصحابة، ومن أجل الصالحين؛ لأنهم عنوان العبادة، وعنوان  التوحيد، فهل يقول بذلك عالم؟!
 
المسألة الثانية: هل النبي صلى الله عليه وسلم نور، أم هو بشر مثلنا كما أخبر القرآن؟
يحاول المؤلف أن يثبت أن نور النبي صلى الله عليه وسلم كان حسيًّا، ويستدل ببعض الآيات والآثار، ثم يدعي أن هذا لا يتعارض مع طبيعته البشرية، ولا مع قوله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم}.
والرد على ما احتج به أن المراد بالنور في هذه النصوص هو النور المعنوي لا الحسي، يقول الطبري:
(يقول جل ثناؤه لهؤلاء الذين خاطبهم من أهل الكتاب ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ﴾ يا أهل التوراة والإنجيل  ﴿منَ  الله نُورٌ ﴾ ، يعني بالنور، محمدًا صلى الله عليه وسلم الذي أنار الله به الحقَّ، وأظهر به الإسلام، ومحق به   الشرك، فهو نور لمن استنار به يبيِّن الحق. ومن إنارته الحق، تبيينُه لليهود كثيرًا مما كانوا يخفون من الكتاب).
 
ومن أدلته أنه ورد في بعض النصوص أن وجه النبي كان مثل القمر. ومنه ما جاء عن كعب بن  مالكٍ أنه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأَنَّه قطعة قمر).
والجواب: أن هذا تشبيه بدليل كلمة (كأنه). وورد أن البراء سُئل: أكان وجه النبي صلى الله عليه  وسلم مثل السيف؟ قال:لا، بل مثل القمر.
 
قال الحافظ ابن حجر:(كأن السائل أراد أنه مثل السيف في الطول، فرد عليه البراء فقال: (بل مثل   القمر) أي في التدوير ، ويحتمل أن يكون أراد مثل السيف في اللمعان والصقال؟ فقال : بل فوق
 ذلك، وعدل إلى القمر لجمعه الصفتين من التدوير واللمعان : ووقع في رواية زُهير المذكورة :أكان  وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حديدًا مثل السيف؟ وهو يؤيد الأول. وقد أخرج مسلم من حديث  جابر بن سمُرة أن رجلًا قال له : أكان وجه رسُول الله صلى الله عليه وسلم مثل السيف ؟ قال : لا بل  مثل الشمس والقمر مُستديرًا. وإنما قال: مُستديرًا. للتنبيه على أنه جمع الصفتين؛ لأن قوْله: مثل  السيف. يحتمل أن يُريد به الطول أوْ اللمعان، فرده المسئول ردًّا بليغًا. ولما جرى التعارُف في أن التشْبيه  بالشمس إنما يُراد به غالبًا الإشراق، والتشبيه بالقمر إنما يُراد به الْملاحة دُون غيْرهما، أتى بقوله: وكان  مستديرًا. إشارة إلى أنه أراد التشبيه بالصفتين معًا: الحسن والاستدارة).
 
 
فهذا مثالان الأول يتكلف فيه قبول قول لم يرد في كتاب الله ولا في سنة صحيحة بل ورد معناه في  أحاديث موضوعة.
 
والمثال الثاني يجمد على ظاهره مع أن القول بهذا الظاهر يخالف ما أثبته الله عز وجل من بشرية  الرسول وقد قال له تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم}.
 
 
المسألة الثالثة: أنه يُجوِّز رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم يقظة. مع كون ذلك لم يقع لأحد من  الصحابة بالرغم من وقوع حوادث جسام بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، لذا قال ابن العربي كما في  فتح  الباري: (شذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع بعيني  الرأس حقيقة، يعني: رؤية النبي صلى الله  عليه وسلم بعد موته).
 
 
المسألة الرابعة: يُجوِّز الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، ليس ذلك فقط بل يقول:
(والاحتفال بذكر مولده  صلى الله عليه وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات). ثم يقول : (وقد  درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه  وسلم بإحياء ليلة المولد). فتأمل كلامه، فمن أفضل الأعمال، وأعظم القربات الاحتفال بالمولد،  ومع  أفضليته يفوت القرون الثلاثة  المفضلة، التي هي خير القرون  بنص حديث رسول الله، ليأتي  من ينشئ هذه الاحتفالات في القرن الرابع والخامس، ويكفي ذلك في رد مذهبه أنه لو كان خيرًا  لسبقنا  إليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعون وتابعوهم.  
 
والأخطر من ذلك أنه يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بكل أنواعه، ويحشد الأدلة على  ذلك، ما صح منها وما لم يصح.  ويستدل بحديث (أعينوا عباد الله) ويقول: (وفي الحديث دليل على الاستعانة بمخلوقات لا نراها  قد يسببها الله عز وجل في عوننا، ونتوسل بها إلى ربنا في تحقيق المراد، كالملائكة، ولا يبعد أن يقاس  على الملائكة أرواح الصالحين فهي أجسام نورانية باقية في عالمها). انتهى كلامه.
 
وهذا كلام باطل يفتح الباب على مصراعيه للشرك بالله عز وجل.
وعن حياة النبي في قبره يقول (فالنبي حي في قبره بروحه وجسده، وجسده الشريف محفوظ كباقي  إخوته من الأنبياء، وهو يأنس بربه متعبدًا في قبره متصلًا بأمته، يستغفر لهم، ويشفع لهم عند الله،   ويرد عليهم السلام وغير ذلك الكثير). انتهى كلامه، ولا يحتاج هذا الكلام إلى تعليق.
 
 
ولولا أن يطول المقام لرددنا على كل الشبهات التي احتج بها.
 
 
هذه بعض المسائل التي ذكرها المؤلف والتي يظهر من خلالها عقيدته الصوفية القبورية، فهو يتبنى الرأي المرجوح في جميع المسائل التي ذكرها، فمن ذلك جواز تسويد النبي صلى الله عليه وسلم في الأذان والصلاة، وجواز الحلف بما هو معظم في الشرع، والقول بأن أبوي النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وأن رأس الحسين مدفونة بمصر، واستحباب شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وتصحيح الصلاة في المسجد الذي به ضريح لأحد الأنبياء، والقول بمشروعيتها بل قد تصل إلى درجة الاستحباب، على حد تعبيره، ويرى أن إطلاق اللحية سنة ويحتم الأخذ بقول الشافعية في اللحية خاصة في هذا العصر، إلى غير ذلك من المسائل، والتي يمكن القول إن معظم المسائل التي ذكرها المؤلف الراجح فيها هو خلاف ما ذكره.   
 
والكتاب ينبغي الحذر منه لما يلقيه من شبهات، فيستدل بنصوص إما ضعيفة لا تصح، أو صحيحة يحملها على غير وجهها، كذلك نقله عن بعض العلماء الذين يَستدل بكلامهم، سواء أصابوا أم أخطأوا، مع كونهم يؤخذ من كلامهم ويُرد، فكلامهم غير معصوم .