قراءة وتعريف

موسوعة الروح – الروح عند أهل السنة والجماعة – الروح عند أهل الكلام والفلسفة
book
علي بن سعيد العبيدي
عنوان الكتاب: موسوعة الروح – الروح عند أهل السنة والجماعة – الروح عند أهل الكلام والفلسفة
النـاشـر: الدرر السنية - الظهران
سنة الطبـع: ط 1 – 1433هـ
عدد الأجزاء: 2
نــوع الكتـاب: أصل الكتابين جزء من رسالة علمية تقدم بها المؤلف لنيل درجة الدكتوراه
التعريف بموضوع الكتاب :
الحديث عن الروح حديث طويل ومتشعب, ولا تكاد تجد فرقة من الفرق إلا وقد تكلمت فيه وتوسعت, ونحن في هذا الأسبوع بصدد الإطلاع على كتابين اثنين يناقشان قضايا الروح من نظرتين مختلفتين الأولى عند أهل السنة والجماعة, والثانية عند أهل الكلام والفلسفة.
الكتاب الأول: الروح عند أهل السنة والجماعة:
بدأ المؤلف كتابه هذا بتمهيد عرف فيه الغيب, وبين حكم الإيمان به وبيان منزلته وأقسامه, ليصل بعد ذلك إلى الحديث عن الروح ومنزلتها من هذا الغيب, مبيناً أنها ليست من الغيب الكلي الذي انفرد الله بعلمه, ولكنها من الغيب النسبي.
وفي الفصل الأول من الكتاب تناول المؤلف الحكم الشرعي للكلام عن الروح وبعد استعراض أقوال الناس في المسألة رجح أن الكلام في الروح جائز مع مراعاة عدد من الشروط والضوابط ذكرها وفصل فيها.
وفي الفصل الثاني يحدثنا المؤلف عن المراد بالروح وعلى ماذا تطلق, وعن الروح والنفس من حيث المسمى, ومن حيث التذكير والتأنيث, وعن التعريف بها وبيان ماهيتها, كما تحدث في هذا الفصل عن حدوثها وأنها مخلوقة مصنوعة مربوبة وليست قديمة كما زعم الزنادقة, وتحدث أيضاً عن صفاتها في دارها الأولى والتي هي دار الدنيا, أو الثانية وهي دار البرزخ, أو الثالثة وهي دار الجزاء, وأراد بهذا المبحث أن يرد على الطوائف التي جردتها من صفاتها مثل الفلاسفة ومن وافقهم ممن ينفون عنها الصعود والنزول والانفصال وسائر الصفات.
وعن الصلة بين الروح والبدن يحدثنا المؤلف في فصل الكتاب الثالث فتناول الصلة بين الأرواح والأبدان في الدنيا, وفي معادها الأول في دار البرزخ, وفي معادها الثاني يوم النفخ في الصور, ليخرج بنتيجة وهي أن الصلة بين الأرواح والأبدان حق ثابت دون شك أو ريب في جميع الأدوار مع اختلاف الصفات والتعلقات من دار إلى دار.
أما فصل الكتاب الرابع فكان الحديث فيه عن الروح في عالم البرزخ وعن مستقرها حيث بين المؤلف أن الروح في عالم البرزخ قد تكون منعمة أو معذبة, وأن عذاب القبر إما مؤمد منتهٍ, أو مؤبد دائم, وأن الناس متفاوتون في مستقر أرواحهم بعد الموت. كما تحدث عن تلاقي الأرواح وأنواعه, وسماع الأموات لكلام الأحياء وأنه حق إلا أنه سماع مقيد وليس بمطلق وهو سماع إدراك وتعقل وتفهم.
الكتاب الثاني: الروح عند أهل الكلام والفلسفة:
أما جزء الكتاب الثاني فقد خصصه المؤلف للحديث عن الروح عند أهل الكلام والفلسفة, وعرض فيه عقائد الفرق والطوائف المنتسبة للإسلام في مسائل الروح المختلفة وأوضح مالها وما عليها مع سرد الأدلة في كل ذلك.
بدأ المؤلف الكتاب بفصل تكلم فيه عن الروح عند أهل الكلام وتناول فيه معناها عندهم وبين اختلافهم فيه, ثم تحدث عن حدوث الروح عندهم وأنهم انقسموا في ذلك فمن قائل بحدوثها, ومن قائل بقدمها نسبياً, ومن قائل بقدمها المطلق. وعن وحدة الروح وتعددها بيَّن أن قولهم في ذلك قول سائر المسلمين عدا قول شاذ يذكر تعدداً للروح. وأما عن خلود الروح فأوضح المؤلف أن أهل الكلام في ذلك على قولين فمنهم من يقول بالفناء بعد الموت ومنهم من يقول أنها باقية لا تفنى. كما تناول في هذا الفصل أيضاً حياة البرزخ عند المتكلمين من محورين الأول عذاب القبر ونعيمه, والثاني مستقر الأرواح وفي كليهما فصل المؤلف تفصيلاً كافياً وناقش أهل الكلام ورد على شبهاتهم. ليتحدث بعد ذلك عن المعاد الأخروي عندهم وأنهم أيضاً منقسمون فيه على أقوال فمن قائل بمعاد جسماني فقط, ومن قائل بمعاد روحاني فقط, ومن قائل بهما معاً.
الفصل الثاني من فصول الكتاب تحدث عن الروح عند الشيعة, فذكر تعريفها عندهم, وبين أنهم يقولون بحدوثها كقول سائر المسلمين , كما أنهم يوافقون السلف في مسألة خلودها وأنها لا تفنى, وفي حياة البرزخ وما يجري فيه من نعيم وعذاب وغيره يوافقون السلف في الجملة, ولهم في ذلك نقولات عن أئمتهم يوافقون الحق فيها تارة ويخالفونه تارات, أما عن المعاد الأخروي فقد بيَّن أن أكثر طوائف الشيعة الباطنية على إنكار الآخرة لأن المعاد عندهم لا وجود له في الحقيقة مع الاعتقاد بتناسخ الأرواح, أما الإمامية منهم فإنهم يعتقدون بالمعاد الأخروي.
أما الروح عند الصوفية فأفرد لها المؤلف الفصل الثالث من الكتاب فتناول تعريفها عندهم  وبين أنهم متناقضون مضطربون فيه, والغالب عندهم القول بقدم الروح, كما أنهم ينحون إلى القول بخلودها , ويقرون في الجملة بحياة البرزخ مع تفاوت في تقرير مسائله وتصورها من حيث قربهم وبعدهم عن المنهج الحق. وكذلك الحال في تقرير المعاد وجزاء الأعمال يوم القيامة, كما تحدث المؤلف في هذا الفصل أيضاً عن جملة من عقائد صوفية متفرقة لها صلة بموضوع الروح.
ثم ختم المؤلف كتابه بفصل أخير أفرده للحديث عن الروح عند الفلاسفة فذكر تعريفه عندهم, كما بين أن الفلاسفة في وحدة الروح وقواها أجمعوا على أنها قوى متعددة لها مراتب ودرجات متباينة, إلا أنه بيَّن أن الفلاسفة المنتسبين للإسلام يقولون بوحدتها وإن اختلفوا في تصور هذه الوحدة. أما حدوث الروح عندهم فقد تفرقوا فيه كما تفرق فلاسفة اليونان باعتبارهم يرددون كلامهم، فمن قائل بقدمها ومن قائل بحدوثها, وفي مسألة خلودها فإن منهم من يقول بامتناع عدمها وأنها باقية بعد مفارقتها الأبدان وهؤلاء كثرة ومنهم من قال بضد ذلك ومنهم من اضطرب فيه.

هذه شذرات من هذين الكتابين الماتعين, والمتصفح فيهما يلمس الجهد المبذول, وغزارة الجمع وكثرة الفوائد فنسأل الله أن يكتب أجر مؤلفهما وأن يجزل له العطاء والمثوبة.