الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ السَّادِسَ عَشَرَ: الآثارُ الإيمانيَّةُ لاسمَيِ اللهِ: القابِضِ والباسِطِ

إنَّ المؤمِنَ عندما يُدرِكُ اتِّصافَه تعالى بالقَبضِ والبَسطِ، فيَقبِضُ الأرواحَ عن الأشباحِ بعد المماتِ، ويَبسُطُ الأرواحَ في الأجسادِ عند الحياةِ، ويقبِضُ الصَّدَقاتِ مِن الأغنياءِ، ويَبسُطُ الرِّزقَ لِمن يشاءُ، حتى لا تبقى فاقةٌ- فلا رَيبَ أنَّه يتوجَّهُ بكُلِّيَّتِه إلى اللهِ تعالى، فهو المعِدُّ وهو الممِدُّ، وهو القائِلُ سُبحانَه تعالى: وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: 245] [3537] يُنظر: ((منهج الإمام ابن قيم الجوزية في شرح أسماء الله الحسنى)) لمشرف الغامدي (ص: 424). .
ومن مُقتضى الإيمانِ بهَذَين الاسمينِ الكريمينِ ألَّا يُفرَدَ أحدُهما في الذِّكرِ عن قرينِه.
قال الزَّجَّاجُ: (الأدَبُ في هذينِ الاسمينِ أن يُذكَرا معًا؛ لأنَّ تمامَ القُدرةِ بذِكْرِهما معًا، ألَا ترى أنَّك إذا قُلْتَ: إلى فلانٍ قبْضُ أمري وبَسْطُه، دلَّا بمَجموعِهما أنَّك تريدُ أنَّ جميعَ أمْرِك إليه؟ وتقول: ليس إليك من أمري بَسطٌ ولا قَبْضٌ، ولا حَلٌّ ولا عَقدٌ، أراد: ليس إليك منه شيءٌ) [3538] يُنظر: ((تفسير أسماء الله الحسنى)) (ص: 40). .

انظر أيضا: