الموسوعة العقدية

 الْوَكِيلُ

يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه الوَكِيلُ، وهذا ثابتٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، وهو اسمٌ من أسمائِه تعالى.
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
1- قولُه تَعالَى: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران: 173] .
2- وقَولُه: وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [الأنعام: 102] .
قال ابنُ جريرٍ في تفسيرِ قَولِه تعالى: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ: (كفَانا اللهُ؛ يعني: يَكفينا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ؛ يَقولُ: ونِعْمَ المولى لِمَن وَلِيَه وكَفَله، وإنَّما وصَفَ اللهُ تعالى نفْسَه بذلك؛ لأنَّ الوَكِيلَ في كلام العربِ هو: المُسْنَدُ إليه القيامُ بأمْرِ مَن أَسندَ إليه القيامَ بأمْرِه، فلمَّا كان القومُ الذين وصَفَهم اللهُ بما وصَفَهم به في هذه الآياتِ قدْ كانوا فَوَّضُوا أمْرَهم إلى اللهِ، ووَثِقوا به، وأَسندُوا ذلك إليه؛ وصَفَ نفْسَه بقيامِه لهم بذلك، وتفويضِهم أمْرَهم إليه بالوكالةِ، فقال: ونِعمَ الوَكِيلُ اللهُ تعالى لهم) [3159] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (6/245). .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
حديثُ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال: ((حَسْبُنا اللهُ ونِعمَ الوَكِيلُ، قالها إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حين أُلْقِيَ في النَّارِ، وقالَها محمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم... )) [3160] أخرجه البخاري (4563). .
قال الزَّجَّاجيُّ: (الوَكيلُ: فَعِيلٌ؛ مِن قَولِك: وكَلْتُ أَمْري إلى فلانٍ وتوكَّلَ به، أي: جعَلْتُه يليه دوني وينظُرُ فيه. فاللهُ عَزَّ وجَلَّ وكيلُ عِبادِه، أي: كافيهم أمورَهم وأسبابَهم، كما يقال: «حَسْبُنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ» تأويلُه: كافينا اللهُ ونِعْمَ الكافي.
والوكيلُ: الكفيلُ أيضًا كذلك، قالوا في قَولِه تعالى عَزَّ وجَلَّ في سورةِ يوسُفَ: وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ أي: كفيلٌ) [3161] يُنظر: ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 136). .
وقال الخطَّابي: (الوَكيلُ: قال الفَرَّاءُ: الوكيلُ: الكافي، ويقالُ معناه: أنَّه الكفيلُ بأرزاقِ العِبادِ، والقائِمُ عليهم بمصالحِهم، وحقيقتُه أنَّه الذي يستَقِلُّ بالأمرِ الموكولِ إليه، ومِن هذا قَولُ المسلِمينَ: حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ [آل عمران: 173] أي: نِعْمَ الكفيلُ بأمورِنا والقائِمُ بها) [3162] يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 77). .
وقال الحليمي: (الوكيلُ: وهو الموكَّلُ والمفوَّضُ إليه) [3163] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 208). .
وقال ابنُ مَنظورٍ: (في أسماءِ اللهِ تعالى الوَكِيلُ: هو المقيمُ الكفيلُ بأرزاقِ العِبادِ، وحقيقتُه أنَّه يَستقلُّ بأمرِ التوكُّل الموكَلِ إليه، وفي التَّنْزيلِ العزيزِ: أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي ‎وَكِيلًا... وقال أبو إسحاقَ: الوَكِيلُ في صِفة اللهِ تعالى: الذي تَوكَّلَ بالقيامِ بجَميعِ ما خَلَق) [3164] يُنظر: ((لسان العرب)) (6/4909). .

انظر أيضا: