الموسوعة العقدية

 المُحْيِي وَالمُمِيتُ

يُوصَفُ اللهُ عزَّ وجلَّ بأنَّه المُحيِي والمُميتُ، وهذا ثابتٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ، وهما صِفَتاِن فِعليَّتانِ خاصَّتانِ باللهِ عزَّ وجلَّ، ولَيْسَتا مِن أسمائِه.
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
1- قولُه تَعالَى: ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [البقرة: 28] .
2- قَولُه: وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ [الحج: 66] .
3- قَولُه: إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ [فصلت: 39] .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
1- حديثُ حُذَيفةَ رَضِيَ اللهُ عنه في دُعاءِ الاستيقاظِ مِن النَّومِ: ((الحمدُ للهِ الَّذي أَحيانَا بعدَما أَماتَنا وإليه النُّشورُ )) [2885] أخرجه البخاري (6314). .
2- حديثُ أنسٍ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا: ((اللهمَّ أَحْيِني ما كانتِ الحياةُ خيرًا لي، وتَوفَّني إذا كانتِ الوفاةُ خيرًا لي )) [2886] أخرجه البخاري (6351)، ومسلم (2680). .
قال الزَّجَّاجُ: (المُحْيي اللهُ الذي أحيا الخَلْقَ بأن خَلَق فيهم الحياةَ وأحيا المواتَ بإنزالِ الحَيَا وإنباتِ العُشبِ، وعنهما تكونُ الحياةُ، وقال اللهُ عزَّ وعلا: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [2887] يُنظر: ((تفسير أسماء الله الحسنى)) (ص: 56). .
وقال الحليميُّ: (المحْيي: وهو جاعِلُ الخَلْقِ حَيًّا بإحداثِ الحياةِ فيه. وفي القُرآنِ: يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ، وفيه: فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ) [2888] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 205). .
وقال الخطَّابيُّ: (المحْيي المُميتُ: المُحيي هو الذي يُحيي النُّطفةَ الميَّتةَ، فيُخرِجُ منها النَّسَمةَ الحيَّةَ، ويُحيي الأجسامَ الباليةَ بإعادةِ الأرواحِ إليها عند البَعثِ، ويحيي القُلوبَ بنُورِ المعرفةِ، ويُحيي الأرضَ بعد مَوتِها بإنزالِ الغَيثِ، وإنباتِ الرِّزقِ، والمُميتُ: هو الَّذي يُميتُ الأحياءَ ويُوهِنُ بالمَوتِ قوَّةَ الأصِحَّاءِ الأقوياءِ) [2889] يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 79). .

انظر أيضا: