الموسوعة العقدية

 الصِّدْقُ

صِفةٌ ذاتيَّةٌ ثابتةٌ للهِ عزَّ وجلَّ بالكِتابِ والسُّنَّةِ
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
1- قولُه تعالَى: قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا [آل عمران: 95] .
2- قَولُه: قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ [الأحزاب: 22] .
3- قَولُه: لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ [الفتح: 27] .
4- قَولُه: وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [الأنعام: 146] .
قال ابنُ جَريرٍ: (قَولُه: وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [الأنعام: 146] يَقولُ: وإنا لصَّادقون في خَبَرِنا هذا عن هؤلاءِ اليهودِ عمَّا حَرَّمنا عليهم من الشُّحومِ ولحومِ الأنعامِ والطَّيرِ التي ذكَرْنا أنَّا حَرَّمْنا عليهم، وفي غيرِ ذلك من أخبارِنا) [2370] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (9/ 647). .
وقال البيهقيُّ: (الصَّادِقُ: هو الذي يَصدُقُ قَولُه، ويَصدُقُ وَعْدُه، وهو من صِفاتِ الذَّاتِ) [2371] يُنظر: ((الاعتقاد)) (ص: 59). .
وقال الشِّنقيطيُّ: (قَولُه: وَإِنَّا لَصَادِقُونَ صيغةُ الجَمعِ للتَّعظيمِ، واللهُ يَقولُ: إنِّي لصادِقٌ، مُعَظِّمًا نَفْسَه، ومعلومٌ أنَّ اللهَ صادِقٌ على كُلِّ حالٍ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء: 122] ، وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا [النساء: 87] ) [2372] يُنظر: ((العذب النمير)) (2/ 394). .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
1- حديثُ عبدِ اللهِ بنِ عمرَ رضي اللهُ عنهما مرفوعًا: ((صَدَقَ اللهُ وَعْدَه، ونصَرَ عَبدَه، وهزَمَ الأحزابَ وَحْدَه )) [2373] أخرجه البخاري (2995)، ومسلم (1344). .
2- حديثُ أبي سعيدٍ الخدريِّ رضي الله عنه مرفوعًا: ((... صَدَقَ اللهُ، وكذَبَ بَطْنُ أخيك )) [2374] أخرجه البخاري (5684)، ومسلم (2217). .
قال الزَّجَّاجيُّ: (الصَّادِقُ في خَبَرِه: الذي لا تَكذيبَ له؛ فاللهُ عزَّ وجلَّ الصَّادِقُ في جميعِ ما أخبَرَ به عِبادَه. قال الفرَّاءُ: الصِّدْقُ: قوَّةُ الخَبرِ، والكَذِبُ: ضَعْفُ الخَبرِ... والصَّادِقُ أيضًا: الصَّادِقُ في وعْدِه، الوافِي به؛ يقالُ: وفَى بعَهْدِه ووَعْدِه، وأَوْفى به… فاللهُ عزَّ وجلَّ الصَّادِقُ في جميعِ ما وعَد به عبادَه، وهذه الصِّفةُ مِن صِفاتِه مُستَنبطَةٌ من سورةِ مريمَ، مِن قَولِه: إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا [مريم: 61] ، أي: آتيًا، مفعولٌ بمعنى فاعلٍ، وإذا كان وعدُه آتيًا؛ فهو الصَّادِقُ فيه، وكلُّ شيءٍ وعَدَ اللهُ عزَّ وجلَّ عبادَه به؛ فهو كائِنٌ كما وعَدَ به عَزَّ وجَلَّ لا محالةَ) [2375] يُنظر: ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 168). .
وقال الخَطَّابيُّ: (الصَّادِقُ: هو الذي يَصدُقُ قَولُه، ويَصدُقُ وَعْدُه، كقَولِه تعالى: وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا [النساء: 122] ، وقَولِه تعالى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ [الزمر: 74] ) [2376] يُنظر: ((شأن الدعاء)) (ص: 102). .
وقال الحليميُّ: (الصَّادِقُ: خاطَبَ «اللهُ» عِبادَه بما يُرضِيه عنهم، ويُسخِطُه عليهم، وبما لهم من الثَّوابِ عِندَه إذا أرضَوه، والعِقابِ إذا أسخَطوه، فصَدَقَهم، ولم يُعَزِّرْهم، ولم يُلبسْ عليه) [2377] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 207). .

انظر أيضا: