الموسوعة العقدية

 السُّبُّوحُ

يُوصَفُ الله عزَّ وجلَّ بأنَّهُ السُّبُّوحُ، وهذا ثابتٌ بالسُّنَّةِ الصَّحيحَةِ، والسُّبُّوحُ مِن أسْماءِ اللهِ تَعالى.
الدَّليلُ:
حديثُ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: كان رسُولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ في رُكُوعِهِ وسُجُودِهِ: ((سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الملائِكَةِ والرُّوحِ )) [2234] أخرجه مسلم (487). .
المعنَى:
قال ابنُ قُتَيبةَ: (مِن صِفاتِهِ: سُبُّوحٌ، وهو حَرْفٌ مبنيٌّ على فُعُّول، مِن سبَّح اللهَ: إذا نَزَّهَهُ وبرَّأَه من كُلِّ عيبٍ، ومنه قيل: سُبحانَ اللهِ، أي: تَنْزيهًا لله، وتبرِئَةً له من ذلك) [2235] يُنظر: ((تفسير غريب القرآن)) (ص: 8). .
وقال الأزهريُّ: (من صِفاتِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: السُّبُّوحُ القُدُّوسُ. قال أبو إسحاقَ: السُّبُّوحُ: الذي تنَزَّه عن كُلِّ سوءٍ، والقُدُّوسُ: المبارَكُ. وقيل: الطَّاهِرُ، قال: وليس في كلامِ العَرَبِ بناءٌ على فُعُّول -بضَمِّ أوَّلِه- غيرُ هذين ِالاسمينِ الجليلَينِ، وحَرفٌ آخَرُ، وهو قَولُهم للذِّرِّيحِ -وهي دُوَيْبَّةٌ- ذُرُّوحٌ، وسائِرُ الأسماءِ تجيءُ على فَعُّول، مثلُ: سَفُّود، وقَفُّود، وقَبُّور، وما أشبَهها) [2236] يُنظر: ((تهذيب اللغة)) (4/ 197). .
وقال الخطَّابيُّ: (السُّبُّوح: المنَزَّهُ عن كُلِّ عيبٍ، جاء بلَفظِ فُعُّولٍ، من قولِكَ: سبَّحتُ اللهَ، أي: نزَّهْتَهُ) [2237] يُنظر: ((شأن الدُّعاء)) (ص: 154). .
وقال الرَّاغِبُ: (السُّبُّوحُ القُدُّوسُ: مِن أسماءِ اللهِ تعالى) [2238] يُنظر: ((المفردات في غريب القرآن)) (ص: 393). .
وقال ابنُ سِيْدَهْ: («السُّبُّوحُ» الذي تنَزَّه عن كُلِّ سوءٍ) [2239] يُنظر: ((المخصص)) (5/ 229). .
وقال النَّوويُّ في شَرْحِ الحديثِ المتقَدِّمِ: (قَولُه: «سُبُّوح قُدُّوس»: هما بضمِّ السِّين والقافِ، وبفَتْحِهما، والضَّمُّ أفصَحُ وأكثَرُ؛ قال الجوهَرِيُّ في فصل: ذرح: كان سِيبَوَيْهِ يَقولُهُما بالفتْحِ. وقال الجوهَرِيُّ في فصل: سبح: سُبُّوح من صِفاتِ اللهِ تعالى؛ قال ثعلبٌ: كُلُّ اسْمٍ على فَعُّولٍ، فَهو مَفتوحُ الأوَّل؛ إِلَّا السُّبُّوحَ والقُدُّوسَ؛ فإنَّ الضَّمَّ فيهما أكثَرُ، وكذلِكَ الذُّرُّوحُ، وهي دُوَيبَّةٌ حَمْراءُ مُنَقَّطَةٌ بسَوادٍ تَطِير، وهي من ذَوَاتِ السُّمُومِ. وقال ابنُ فارسٍ والزَّبيدِيُّ وغيرُهُما: سُبُّوحٌ هو اللهُ عزَّ وجلَّ؛ فالمُرادُ بالسُّبُّوحِ القُدُّوسِ: المسَبَّحُ المقَدَّسُ، فكأنَّه قال: مُسَبَّحٌ مُقَدَّسٌ ربُّ الملائِكَةِ والرُّوحِ، ومعنَى سُبُّوح: المُبرَّأُ من النَّقائِصِ والشَّريكِ وكلِّ ما لا يَليقُ بالإلَهِيَّةِ، وقُدُّوس: المطَهَّرُ مِن كُلِّ ما لا يَلِيقُ بالخالِقِ، وقال الهَرويُّ: قيل: القُدُّوس: المبارَكُ. قال القاضِي عِياضٌ: وقيل فيه: سُبُّوحًا قُدُّوسًا، على تقديرِ: أُسَبِّحُ سُبُّوحًا، أو أَذْكُرُ، أو أُعَظِّمُ، أو أَعْبُدُ) [2240] يُنظر: ((شرح مسلم)) (4/204). .
وقال الفَيرُوزَابادي: (سُبُّوح قُدُّوس -ويُفْتَحَانِ- من صِفاتهِ تَعَالَى؛ لأنَّه يُسَبَّحُ ويُقَدَّسُ) [2241] يُنظر: ((القاموس المحيط)) (ص: 223). .
وممَّن أَثبتَ اسمَ (السُّبُّوحِ) للهِ تعالى: ابنُ مَنْدَه [2242] يُنظر: ((كتاب التَّوحِيد)) (2/137). ، وابْنُ تَيميَّةَ [2243] يُنظر: ((مجموع الفَتَاوى)) (22/485). ، وابنُ عُثَيمين [2244] يُنظر: ((القواعِد المُثْلَى)) (ص: 19). .

انظر أيضا: