الموسوعة العقدية

 السَّاعِدُ

رَوى أبو الأَحْوَصِ عن أبيه قال: أتيتُ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: ((هل تُنْتَجُ إِبِلُ قَوْمِكَ صِحَاحًا آذانُها، فتعْمِدُ إلى المُوسَى فتقْطَعُ آذانَها، فتقولُ: هَذِهِ بُحُرٌ، أو تَشُقُّ جُلُودَهَا، وتقولُ: هَذِهِ صُرُمٌ، فتحرِّمُهَا عَلَيْكَ وعلى أهْلِكَ؟ قال: قُلْتُ: نَعَمْ، قال: فكُلُّ ما آتَاكَ اللهُ لكَ حِلٌّ؛ سَاعِدُ اللهِ أشَدُّ مِنْ سَاعِدِكَ، ومُوسَى اللهِ أحَدُّ مِنْ مُوسَاك)) [2227] أخرجه أحمَدُ (15888)، والنَّسَائيُّ في ((السنن الكبرى)) (11155)، وابن حِبَّان (5615) واللَّفظُ له. صححه ابن حبان، والألبانيُّ في ((صحيح موارد الظمآن)) (898)، والوادعي في ((الصَّحيح المسنَد)) (1107)، وصحح إسناده على شرط مسلم شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (15888)، وجوده وقواه ابنُ كثير في ((التفسير)) (4/211). .
وإثباتُ صِفةِ السَّاعِدِ لله عزَّ وجلَّ كصِفَة اليَدِ والكَفِّ والأصَابعِ، وغيرِهَا من الصِّفاتِ: لا تَستحيلُ عليه سُبحانَه، ولا يَسْتَوْحِشُ الموحِّدُ من إثباتِهَا بما يَليقُ به سُبحانَه، إنما يَسْتَوْحِشُ مِن ذلك المُعَطِّلَةُ، لكنْ لا يُعلَمُ عن أحدٍ من السَّلَفِ أنَّه صرَّح بإثباتِ صِفةِ السَّاعِدِ لله عزَّ وجلَّ إِلَّا الفَرَّاءَ في كِتاب (إبطال التَّأويلات) [2228] يُنظر: ((إبطال التَّأويلات)) (2/345). ، كما بوَّب ابْنُ مَنْدَهْ في كِتابهِ (الرَّدُّ على الجَهْمِيَّة) [2229] يُنظر: ((الرد على الجهْمِيَّة)) (ص: 80). بباب: ذِكْرُ خَبرٍ آخَرَ يدُلُّ على ما تقدَّمَ في معنَى اليَدِ، وذَكَرَ الحديثَ، وأورده الملطِيُّ في كِتابه (التَّنبيهُ والرَّدُّ على أهل الأَهْوَاء والبِدَع) [2230] يُنظر: ((التَّنْبيه والرَّدُّ)) (ص: 144). في إثباتِ صِفَة اليدِ للهِ سُبحانَه وتعالى.
والأقربُ أنَّه مِن صِفاتِ اللهِ عزَّ وجلَّ، واللهُ أعلمُ بِمُراد رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.

انظر أيضا: