الموسوعة العقدية

 الْحـَوْلُ (بمعنى القُوَّةِ)

عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالتْ: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ في سُجودِ القُرآنِ باللَّيلِ: ((سجَدَ وَجْهي لِلَّذي خَلَقَه، وشَقَّ سمْعَه وبصَرَه، بِحَوْلِه وقُوَّتِه )) [2016] أخرجه أبو داود (1414)، والترمذي (3425)، والنَّسائي (1129) من حديث عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها. صححه الترمذيُّ، وابنُ السَّكن كما في ((التلخيص الحبير)) لابن حجر (2/29)، وابنُ المُلَقِّنِ في ((البدر المنير)) (4/265). .
ومِن معاني الحَوْلِ: القوَّةُ، كما ذكَرَه غيرُ واحدٍ مِن أهلِ اللُّغةِ [2017] يُنظر: ((التقفية في اللُّغة)) للبَندنيجي (ص: 624)، ((معجم ديوان الأدب)) للفارابي (3/ 296)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (4/304)، ((مختار الصحاح)) للفيومي (ص: 84)، ((لسان العرب)) لابن منظور (11/196) (11/620). .
قال أبو بكرٍ بنُ الأنباريِّ: (قَولُهم: لا حولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ... معناه: لا حِيلةَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ. ويُقالُ: ما للرَّجُلِ حِيلةٌ، وما له حَولٌ، وما له احتيالٌ، وما له مُحتالٌ، وما له محالةٌ، وما له محلةٌ، بمعنًى) [2018] يُنظر: ((الزاهر في معاني كلمات الناس)) (1/ 8). .
وكثيرٌ مِن العُلَماءِ عبَّرَ بعِبارةِ (حَوْلِ اللهِ)؛ إمَّا مُفرَدةً، وإمَّا مَقرونةً بقوَّةِ اللهِ أو قُدرتِه، أو إرادتِه، أو مَشيئتِه. فيَقولون: بحَوْلِ اللهِ، أو بحَوْلِ اللهِ وقُوَّتِه، أو بحَوْلِ اللهِ وقُدرتِه، أو بحَوْلِ اللهِ ومَشيئتِه، أو بحَوْلِ اللهِ وإرادتِه، ونحوِ ذلِك. منهم: ابنُ حزمٍ [2019] يُنظر: ((الفِصَل)) (1/15). ، وابنُ العربيِّ [2020] يُنظر: ((القبس)) (ص: 75). ، والشاطِبيُّ [2021] يُنظر: ((الاعتصام)) (1/88). ، وابنُ تيميَّةَ [2022] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (1/95). ، وابنُ القيِّمِ [2023] يُنظر: ((أعلام الموقعين)) (3/12). ، وغيرُهم كَثيرٌ.
قال السُّبكيُّ: (بحَولِه وقُوَّتِه، أي: بقُدرتِه، فعَطَف قوَّتَه على ما قَبْلَه عَطْفَ تفسيرٍ) [2024] يُنظر: ((المنهل العذب المورود)) (8/ 37). .
وانظُرْ: صِفَةَ (القوَّةِ).

انظر أيضا: