الموسوعة العقدية

 التَّرْكُ

صِفةٌ فِعليَّةٌ لله عزَّ وجلَّ، ثابتةٌ بالكِتابِ والسُّنَّةِ.
الدَّليلُ مِن الكِتابِ:
1- قولُه تعالى: ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ [البقرة: 17] .
قال ابنُ عَرَفةَ: (قال الآمِديُّ: مَنَعَ المعتَزِلةُ إطلاقَ صِفةِ التَّركِ على اللهِ تعالى، وأجازها أهلُ السُّنَّةِ بقَولِه تعالى: وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ [البقرة: 17] ) [1762] يُنظر: ((تفسير ابن عرفة)) (3/ 279). .
2- قولُه تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ [فاطر: 45] .
الدَّليلُ من السُّنَّةِ:
حديثُ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه مرفوعًا: ((قال اللهُ تبارَك وتعالى: أنا أغنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ، مَن عمِلَ عمَلًا أشرَكَ فيه معيَ غيري، ترَكْتُه وشِرْكَه )) [1763] أخرجه مسلم (2985). .
قال ابنُ عُثَيمين: (تَرْكُه سُبحانَه للشَّيءِ صفةٌ مِن صِفاتِه الفِعليَّةِ الواقعةِ بمشيئتِه التَّابعةِ لحكمتِه؛ قال اللهُ تعالى: وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ [البقرة: 17] ، وقال تعالى: وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ [الكهف: 99] ، وقال: وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آَيَةً بَيِّنَةً [العنكبوت: 35] .
والنُّصوصُ في ثُبوتِ التَّركِ وغيرِه مِن أفعالِه المُتعلِّقةِ بمشيئتِه: كثيرةٌ معلومةٌ، وهي دالَّةٌ على كمالِ قُدرتِه وسُلطانِه.
وقيامُ هذه الأفعالِ به سُبحانَه لا يُماثِلُ قيامَها بالمخلوقينَ، وإنْ شارَكوه في أصلِ المعنى، كما هو معلومٌ عند أهلِ السُّنَّةِ) [1764] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن عثيمين)) (1/ 173). .
وانظُرْ صفةَ: (النِّسيانِ).

انظر أيضا: