الموسوعة العقدية

المطلبُ الثَّاني: فَضْلُ العبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ رَضِيَ اللهُ عنه

مِن فَضائِلِه:
1- عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ كان إذا قُحِطوا استسقى بالعبَّاسِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ، فقال: (اللهُمَّ إنَّا كُنَّا نتوسَّلُ إليك بنبيِّنا فتَسْقِينا، وإنَّا نتوسَّلُ إليك بعَمِّ نَبيِّنا فاسْقِنا، قال: فيُسْقَون) [2348] رواه البخاري (1010). .
 قال ابنُ هُبَيرةَ: (في هذا الحديثِ مِنَ الفِقهِ دَليلٌ على أنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه هداه اللهُ تعالى لأن يأتي للأمرِ مِن بابِه، وأنَّه لم يكُنْ يومَ مات رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على وَجهِ الأرضِ ذَكَرٌ أقرَبُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من العبَّاسِ؛ فلذلك لَمَّا فَقَد عُمَرُ عَينَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم توسَّل بأقرَبِ النَّاسِ إليه من جميعِ الخَلْقِ، وعلى هذا فإنَّه لا أقرَبَ مِن العبَّاسِ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من جميعِ هذه الأمَّةِ) [2349] يُنظر: ((الإفصاح)) (1/ 176). .
2- عن العبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عنه قال: شَهِدتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ حُنَينٍ، فلقد رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وما معه إلَّا أنا وأبو سُفيانَ بنُ الحارِثِ بنِ عَبدِ المُطَّلِبِ، فلَزِمْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلم نفارِقْه وهو على بَغلةٍ شَهْباءَ، فأنا آخِذٌ بلِجامِ بَغلةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وأكُفُّها، وهو لا يألو ما أسرَعَ نحوَ المُشرِكينَ [2350] رواه مسلم (1775). .
 قال عياضٌ: (فيه: أنَّ ذِمَّةَ الرَّحِمِ وقايةُ القَرابةِ فوقَ كُلِّ ذِمَّةٍ، وشفَقَتُها تُربي على كلِّ شَفقةٍ؛ إذ فرَّ في تلك المواطِنِ كُلُّ أحدٍ إلَّا آلَ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في عَمِّه وبنى أعمامِه ومواليه) [2351] يُنظر: ((إكمال المعلم)) (6/ 128). .
3- عن ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما قال:.. (قال العبَّاسُ:.. فقُلتُ: وَيْحَك يا أبا سُفيانَ، هذا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّاسِ.. واللهِ لَئِنْ ظَفِرَ بك ليَضرِبَنَّ عُنُقَك، فاركَبْ معي هذه البَغلةَ حتى آتيَ بك رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أستأمِنُه لك.. ودخل عُمَرُ فقال: يا رسولَ اللهِ، هذا أبو سُفيانَ قد أمكن اللهُ منه بغيرِ عَقدٍ ولا عَهدٍ، فدَعْني فلأضْرِبْ عُنُقَه.. فلمَّا أكثَرَ عُمَرُ في شأنهِ قُلتُ: مهلًا يا عُمَرُ أمَا واللهِ لو كان من رجالِ بني عَدِيِّ بنِ كَعبٍ ما قُلْتَ هذا، ولكِنَّك عرَفْتَ أنَّه رجلٌ من رجالِ بني عبدِ منافٍ، قال: مهلًا يا عبَّاسُ، فواللهِ لإسلامُك يومَ أسلَمْتَ كان أحبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من إسلامِ الخطَّابِ لو أسلَمَ، وما بي إلَّا أني قد عرَفْتُ أنَّ إسلامَك كان أحَبَّ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من إسلامِ الخَطَّابِ) [2352] أخرجه مطولًا الطحاوي في ((شرح معاني الآثار)) (5450)، والطبراني (8/11) (7264) واللَّفظُ له، والبيهقي في ((دلائل النبوة)) (5/32). صَحَّحه الطحاوي، وابن حجر في ((المطالب العالية)) (4/349)، والألباني بمجموع طرقه في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (3341). .

انظر أيضا: