الموسوعة العقدية

المبحثُ الأوَّلُ: فَضائِلُ أهلِ البَيتِ في القُرآنِ الكريمِ

1- قال اللهُ تعالى: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب: 33] .
ففي هذه الآيةِ مَنقَبةٌ عظيمةٌ شَرَّف اللهُ بها آلَ البيتِ؛ حيثُ طهَّرهم من الرِّجْسِ تطهيرًا.
 قال ابنُ عَطِيَّةَ: (الرِّجْسُ: اسمٌ يقَعُ على الإثمِ وعلى العذابِ وعلى النَّجاساتِ والنقائِصِ، فأذهب اللهُ جميعَ ذلك عن أهلِ البيتِ، ونَصْبُ أَهْلَ الْبَيْتِ على المدْح،ِ أو على النداءِ المضافِ، أو بإضمارِ أعني) [2215] ينُظر: ((تفسير ابن عطية)) (4/ 384). .
وقال ابن حجر الهيتمي: (هذه الآيةُ مَنبَعُ فضائِلِ أهْلِ البَيتِ النَّبويِّ لاشتِمالِها على غُرَرٍ مِن مآثِرِهم، والاعتناءِ بشَأنِهم؛ حيثُ ابتُدِئَت بـ «إنما» المفيدةِ لحَصرِ إرادتِه تعالى في أمْرِهم على إذهابِ الرِّجسِ الذي هو الإثمُ أو الشَّكُّ فيما يجِبُ الإيمانُ به عنهم، وتطهيرِهم من سائِرِ الأخلاقِ والأحوالِ المذمومةِ) [2216] يُنظر: ((الصواعق المحرقة)) (2/ 425). .
2- قال اللهُ سُبحانَه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56] .
عن كَعبِ بنِ عُجرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((لَمَّا نزلت: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب: 56] ، جاء رجلٌ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال: يا رَسولَ اللهِ، هذا السَّلامُ عليك قد عرَفْناه، فكيف الصَّلاةُ؟ قال: قُلْ: اللَّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ...)) [2217] أخرجه عَبْدُ بنُ حُمَيد (368)، والطحاوي في ((شرح مشكل الآثار)) (2231) واللَّفظُ له، والطبراني (19/125) (271) باختلافٍ يسيرٍ. صَحَّحه أبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/356) ، والسخاوي في ((البلدانيات)) (70)، وصَحَّح إسنادَه على شرط الشيخين: شعيب الأرناؤوط في تخريج ((شرح مشكل الآثار)) (2231). وأصل الحديث دون ذكر الآية في صحيح البخاري (6357)، ومسلم (406) من حديث كعب بن عُجرة رَضِيَ اللهُ عنه. .
وفي ذلك مَنقَبةٌ عظيمةٌ؛ حيث أمرَ بالصَّلاةِ عليهم تبَعًا له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
3- قال اللهُ عزَّ وجَلَّ: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ [آل عمران: 61] .
عن سَعدِ بنِ أبي وقَّاصٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: لَمَّا نزلت هذه الآيةُ: فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عليًّا وفاطِمةَ وحَسَنًا وحُسَينًا فقال: ((اللهمَّ هؤلاء أهلي )) [2218] رواه مسلم (2404) مطولًا. .
 قال ابنُ هُبَيرةَ: (هذا يدُلُّ على أنَّ المباهَلةَ إنما استُعمِلَت في الأعزِّ، وأعزُّ ما عند الآدميٍّ الطِّفلُ حتى يَكبَرَ، والحَسَنُ والحُسَينُ رَضِيَ اللهُ عنهما كانا صبيَّينِ؛ والولَدُ، فكانت فاطِمةُ وَلَدَه؛ والحميمُ، وهو عليٌّ، وكان صِهرَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فلم يكُنْ هناك أهلُ بيتٍ لرَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذًا بُوهِلَ فيهم، وإنَّه لم يُعَرِّضْهم للمُباهَلةِ إلَّا على ثِقةٍ منه بالفَلَجِ، لعِزَّتِهم عليه، وأنَّهم أهلٌ لكُلِّ فضيلةٍ، وفَرضٌ حبُّهم على كُلِّ مُسلِمٍ) [2219] يُنظر: ((الإفصاح)) (1/ 349). .

انظر أيضا: