الموسوعة العقدية

تمهيدٌ:

قال اللهُ تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران: 18] .
قال ابنُ جريرٍ: (يعني بذلك جَلَّ ثناؤه: شَهِدَ اللهُ أنَّه لا إلهَ إلَّا هو، وشَهِدَت الملائكةُ، وأولو العِلمِ) [655] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (5/ 276). .
وقال ابنُ كثير: (شَهِدَ تعالى -وكفى به شهيدًا، وهو أصدَقُ الشَّاهِدينَ وأعدَلُهم، وأصدَقُ القائلينَ- أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ أي: المتفَرِّدُ بالإلَهيَّةِ لجَميعِ الخلائِقِ، وأنَّ الجَميعَ عَبيدُه وخَلْقُه، والفُقراءُ إليه، وهو الغَنيُّ عمَّا سِواه، كما قال تعالى: لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا [النساء: 166] ، ثمَّ قَرَن شهادةَ ملائكتِه وأولي العِلْم بشهادتِه، فقال: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ، وهذه خُصوصيَّةٌ عَظيمةٌ للعُلَماءِ في هذا المقامِ) [656] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (2/ 24). .
وشهادةُ اللهِ سُبحانَه لنَفْسِه بالوَحْدانيَّةِ والقيامِ بالقِسْطِ؛ تتضَمَّنُ أربَعَ مَراتِبَ:
1- عِلمُ اللهِ سُبحانَه بذلك.
2- تكَلُّمُه به.
3- إعلامُه وإخبارُه لخَلْقِه به.
4- أمرُهم وإلزامُهم به [657] يُنظر: ((مدارج السالكين)) لابن القيم (3/419). .

انظر أيضا: