الموسوعة العقدية

المبحثُ الرَّابِعُ: الترادُفُ بَينَ ألفاظِ: الإمامِ والخَليفةِ وأميرِ المُؤمِنينَ

ظاهِرُ الأحاديثِ الوارِدةِ في شَأنِ الخِلافةِ والإمامةِ أنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والصَّحابةَ والتابِعين الَّذينَ رووها لم يُفَرِّقوا بَينَ لَفظِ خَليفةٍ وإمامٍ، وبَعدَ تَوليةِ عُمَرَ بنِ الخَطابِ رَضي اللَّهُ تعالى عنه أضافوا إليها لَفظَ: أميرِ المُؤمنينَ، وإلى ذلك ذَهبَ أهلُ العِلمِ، فجَعلوها من الكَلِماتِ المُتَرادِفةِ المُؤَدِّيةِ إلى مَعنًى واحِدٍ.
قال النَّوَويُّ: (يَجوزُ أن يُقال للإمامِ: الخَليفةُ، والإمامُ، وأميرُ المُؤمنين) [1218] يُنظر: ((روضة الطالبين)) (10/49). .
وقال ابنُ خَلدونِ: (وإذ قد بَيَّنَّا حَقيقةَ هذا المَنْصِبِ، وأنَّه نيابةٌ عن صاحِبِ الشَّريعةِ في حِفظِ الدِّينِ وسياسةِ الدُّنيا به، تَسَمَّى خِلافةً وإمامةً، والقائِمُ به خَليفةً وإمامًا) [1219] يُنظر: ((تاريخ ابن خلدون)) (1/239). .
وقال ابنُ منظورٍ: (الخِلافةُ: الإمارةُ) [1220] يُنظر: ((لسان العرب)) (2/1235). .
وقال مُحَمَّد رَشيد رِضا: (الخِلافةُ، والإمامةُ العُظمَى، وإمارةُ المُؤمنين، ثَلاثُ كلِماتٍ مَعناها واحِدٌ، وهو رِئاسةُ الحُكومةِ الإسلاميَّةِ الجامِعةِ لمَصالِحِ الدِّين والدُّنيا) [1221] يُنظر: ((الخلافة)) (ص: 17). .
ولَفظُ الأميرِ كان مُستَعمَلًا في عَهدِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيُسَمَّى به أمراءُ الجُيوشِ والأقاليمِ والمُدُنِ ونَحوِ ذلك؛ فعن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((من أطاعني فقد أطاعَ اللَّهَ، ومن عصاني فقد عَصَى اللَّهَ، ومن أطاعَ أميري فقد أطاعني، ومن عَصى أميري فقد عصاني )) [1222] رواه البخاري (7137)، ومسلم (1835). .

انظر أيضا: