الموسوعة العقدية

المَبحثُ الثَّالثُ: ثمَرةُ التفريقِ بين الإسلامِ والإيمانِ

للقَولِ بالتَّفريقِ بين الإيمانِ والإسلامِ ثَمراتٌ؛ منها:
1- بيانُ أنَّ الإيمانَ مراتِبُ كما حَدَّدها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
2- أنَّ الإيمانَ أفضَلُ من الإسلامِ كما أنَّ الإحسانَ أفضَلُ من الإيمانِ.
3- أنَّ دُخولَ الجنَّةِ معَلَّقٌ بالإيمانِ والإسلامِ.
4- أنَّ الإيمانَ أعَمُّ من الإسلامِ من جهةِ الشُّمولِ، فكُلُّ مُؤمِنٍ مُسلِمٌ، وليس العكسَ، إلَّا إذا أتى بالإسلامِ الواجِبِ، فحينئذٍ يُعتبرُ مُسلِمًا مُؤمِنًا، وهذا معنى قَولِ السَّلَفِ: (لا إسلامَ إلَّا بإيمانٍ، ولا إيمانَ إلَّا بإسلامٍ)، والإسلامُ الواجِبُ يدخُلُ فيه أصلُ الإيمانِ على أقَلِّ تقديرٍ، وهو المعبَّرُ عنه بالإسلامِ الحقيقيُّ، وأمَّا من جهةِ الإفرادِ فلا يُطلَقُ إلَّا على من أتى بالإيمانِ الواجِبِ، وبهذا الاعتبارِ يكونُ الإسلامُ أعمَّ وأشملَ، فيشمَلُ المُسلِمَ الحقيقيَّ والمنافِقَ والفاسِقَ الملِّي بإطلاقٍ.
5- التفريقُ بين الإسلامِ الحُكميِّ الذي يُطلَقُ على كُلِّ من أظهر الإسلامَ صادِقًا أو كاذِبًا بمجَرَّدِ إقرارِه دون أن يُطلَقَ عليهم اسمُ الإيمانِ أو الإسلامِ الحقيقيِّ الذي يوافِقُ الإيمانَ الواجِبَ، فلا يُعطى اسمَ المُؤمِنِ إلَّا من جمع بين القَولِ والعَمَلِ.
وكذا اسمُ الإيمانِ يُنزَعُ من مُرتكِبِ الكبيرةِ، ولكِنْ لا يُنزَعُ منه اسمُ الإسلامِ على قَولِ من يرى أنَّ مُرتَكِبَ الكبيرةِ يخرجُ من الإيمانِ إلى الإسلامِ [612] يُنظر: ((قواعد في بيان حقيقة الإيمان عند أهل السنة والجماعة)) لعادل الشيخاني (ص: 296). .

انظر أيضا: