الموسوعة العقدية

المَطلَبُ الثَّالِثُ: تَعريفُ توحيدِ الرُّبوبيَّةِ شَرعًا

توحيدُ الرُّبوبيَّةِ هو الإقرارُ الجازِمُ بأنَّ اللهَ تعالى رَبُّ كلِّ شيءٍ ومَليكُه، وخالِقُه، ومُدَبِّره، والمتصَرِّفُ فيه، ليس له شَريكٌ في مُلْكِه، ولا مُنازِعٌ له في شيءٍ من معاني رُبوبيَّتِه [359] يُنظر: ((منهاج السنة النبوية)) لابن تيمية (3/289)، ((تطهير الاعتقاد)) للصنعاني (ص: 56)، ((تاج العروس)) للزبيدي (9/276)، ((معارج القبول)) (1/99)، ((أعلام السنة المنشورة)) (ص: 23) وكلاهما للحكمي. .
قال ابنُ القَيِّمِ: (فيَشهَدُ صاحِبُه قيوميَّةَ الربِّ تعالى فوقَ عَرشِه، يدبِّرُ أمرَ عبادِه وَحْدَه، فلا خالِقَ ولا رازِقَ، ولا مُعطيَ ولا مانِعَ، ولا مُميتَ ولا مُحْييَ، ولا مُدَبِّرَ لأمرِ المملَكةِ ظاهِرًا وباطِنًا غيرُه، فما شاء كان، وما لم يشَأْ لم يكُنْ، لا تتحَرَّكُ ذَرَّةٌ إلَّا بإذنِه، ولا يجري حادثٌ إلَّا بمشيئتهِ، ولا تَسقُطُ وَرقةٌ إلَّا بعِلْمِه، ولا يَعزُبُ عنه مِثقالُ ذَرَّةٍ في السَّمَواتِ ولا في الأرضِ ولا أصغَرُ من ذلك ولا أكبَرُ إلَّا أحصاها عِلْمُه، وأحاطت بها قُدرتُه، ونفَذَت بها مَشيئتُه، واقتضَتْها حِكمَتُه، فهذا جَمعُ توحيدِ الرُّبوبيَّةِ) [360] يُنظر: ((مدارج السالكين)) (3/471). .
وقال ابنُ أبي العِزِّ: (توحيدُ الرُّبوبيَّةِ، كالإقرارِ بأنَّه خالِقُ كُلِّ شَيءٍ، وأنَّه ليس للعالَمِ صانعانِ متكافئانِ في الصِّفاتِ والأفعالِ، وهذا التَّوحيدُ حَقٌّ لا رَيبَ فيه) [361] يُنظر: ((شرح الطحاوية)) (1/25). .
وقال الصَّنعاني: (توحيدُ الرُّبوبيَّةِ والخالقيَّةِ والرَّازقيَّةِ ونَحوِها، ومَعناه: أنَّ اللهَ وَحْدَه هو الخالِقُ للعالَمِ، وهو الرَّبُّ لهم، والرَّازِقُ لهم، وهذا لا يُنكِرُه المُشرِكونَ، ولا يَجعَلونَ لله فيه شَريكًا، بل هم مُقِرُّون به) [362] يُنظر: ((تطهير الاعتقاد)) (ص: 50). .

انظر أيضا: