لِلنَّارِ سَبعةُ أبوابٍ.
قال اللهُ تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ [الحجر: 43 - 44] .
قال ابنُ جَريرٍ: (لَها سَبْعَةُ أَبْوَابٍ يَقُولُ: لِجَهَنَّم سَبعةُ أطباقٍ، لِكُلِّ طَبَقٍ مِنهم -يَعني مِن أتباعِ إبليسَ- جُزءٌ، يَعني: قِسمًا ونَصيبًا مَقسُومًا. وذُكِرَ أنَّ أبوابَ جَهَنَّم طَبَقاتٌ بَعضُها فوقَ بَعضٍ) [5049] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (14/ 72). .
وقال ابنُ كَثيرٍ: (أخبَرَ أنَّ لِجَهَنَّم سَبعةَ أبوابٍ: لِكُلِّ بابٍ مِنهم جُزءٌ مَقسُومٌ أي: قَد كُتِبَ لِكُلِّ بابٍ مِنها جُزءٌ مِن أتباعِ إبليسَ يَدخُلُونَه، لا مَحيدَ لَهم عَنه -أجارَنا اللهُ مِنها- وكُلٌّ يَدخُلُ مِن بابٍ بحَسَب عَمَلِه، ويَستَقِرُّ في دَرَكٍ بقَدْرِ فِعلِه) [5050] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (4/ 536). .
وقال السَّعْديُّ: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ [الحجر: 43] أي: إبليسَ وجُنُودِه لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ كُلُّ بابٍ أسفَلَ مِنَ الآخَرِ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ أي: مِن أتباعِ إبليسَ جُزْءٌ مَقْسُومٌ بحَسَب أعمالِهم، قال اللهُ تعالى فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ * وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ [94-95]) [5051] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 431). .
وعِندَما يَرِدُ الكُفَّارُ النَّارَ تُفتَّحُ أبوابُها.
قال اللهُ تعالى: وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ [الزمر: 71] .
قال ابنُ كَثيرٍ: (قَولُه: حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا أي: بمُجَرَّدِ وُصُولِهم إليها فُتِحَت لَهم أبوابُها سَريعًا، لِتُعَجَّلَ لَهمُ العُقُوبةُ) [5052] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (7/ 118). .
وقال ابنُ عُثيمين: (أمَّا أهلُ النَّارِ فقال فيهم: حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا [الزمر: 71] ؛ لِأنَّهم يَأتُونَها مُهيَّأةً فتَبغَتُهم، نَعُوذُ باللهِ مِنها) [5053] يُنظر: ((شرح العقيدة الواسطية)) (2/ 165). .
ويقال لهم: ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ [الزمر: 72] .
قال ابنُ جَريرٍ: (يَقُولُ تعالى ذِكرُه: فتَقُولُ خَزَنةُ جَهَنَّم لِلَّذينَ كَفرُوا حينَئِذٍ: ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّم السَّبعةَ على قَدرِ مَنازِلِكم فيها خَالِدِينَ فِيهَا يَقُولُ: ماكِثينَ فيها لا يَنقُلُونَ عَنها إلى غَيرِها) [5054] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (20/ 265). .
وأبوابُ النَّارِ تُغلَقُ في شَهرِ رَمضانَ.
عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا جاءَ رَمضانُ فُتِّحَتْ أبوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطينُ )) [5055] أخرجه البخاري (1899) باختلاف يسير، ومسلم (1079) واللَّفظُ له. .
قال عياضٌ: (قَولُه: ((فُتِّحَتْ أبوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطينُ )): قيلَ: يَحتَمِلُ الحَقيقةَ وأنَّ فتحَ أبواب الجَنَّةِ وتَغليقَ أبوابِ النَّارِ، عَلامةٌ لِدُخُولِ الشَّهرِ، وعِظَمِ قَدْرِه) [5056] يُنظر: ((إكمال المعلم)) (4/ 5). .
وقال أبُو العَبَّاس القُرطُبيُّ: (يَصِحُّ حَملُه على الحَقيقةِ، ويَكُونُ مَعناه: أنَّ الجَنَّةَ قَد فُتِحَتَ وزُخرِفَت لِمَن مات في شَهرِ رَمضانَ؛ لِفَضيلةِ هذه العِبادةِ الواقِعةِ فيه، وغُلِّقَت عَنهم أبوابُ النَّارِ؛ فلا يَدخُلُها مِنهم أحَدٌ ماتَ فيه) [5057] يُنظر: ((المفهم)) (3/ 136). .
وقال ابنُ عُثيمين: (هذه ثَلاثةُ أشياءَ تَكُونُ في رَمضانَ:
1- تُفتَّحُ أبوابُ الجَنَّةِ تَرغيبًا لِلعامِلينَ لَها بكَثرةِ الطَّاعاتِ مِن صَلاةٍ وصَدَقةٍ وذِكْرٍ وقِراءةٍ لِلقُرآنِ وغيرِ ذَلِكَ.
2- وتُغلَّقُ أبوابُ النِّيرانِ؛ وذَلِكَ لِقِلَّةِ المُعاصي فيه مِنَ المُؤمِنينَ.
3- وصُفِّدَتِ الشَّياطينُ، يَعني المَرَدَةَ مِنهم) [5058] يُنظر: ((شرح رياض الصالحين)) (5/ 273). .
وعَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عَنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا كانَ أولُ ليلةٍ مِن شَهرِ رَمضانَ صُفِّدَتِ الشَّياطينُ ومَرَدةُ الجِنِّ، وغُلِّقَت أبوابُ النَّارِ، فلَم يُفتَحْ مِنها بابٌ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجَنَّةِ، فلَم يُغلَقْ مِنها بابٌ )) [5059] أخرجه مطولًا الترمذي (682) واللَّفظُ له، وابن ماجه (1642). صحَّحه ابن حبان في ((صحيحه)) (3435)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (682)، وقوى إسناده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((صحيح ابن حبان)) (3435). وأصل الحديث في صحيح البخاري (1899)، ومسلم (1079). .