الموسوعة العقدية

الفَرعُ الأولُ: أوَّلُ مَن يَقرَعُ بابَ الجَنَّةِ ويَدخُلُها رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

عَن أنسٍ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((آتي بابَ الجَنَّةِ يَومَ القيامةِ فأستَفتِحُ، فيَقُولُ الخازِنُ: مَن أنتَ؟ فأقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقُولُ: بكَ أُمِرْتُ لا أفتَحُ لِأحَدٍ قَبلَكَ )) [4298] أخرجه مسلم (197). .
قال المظهَريُّ: ( ((بكَ أُمِرْتُ)) أي: أُمِرْتُ بفَتحِ بابك، يَعني: أُمِرْتُ بأن أفتَحَ لَكَ بابَ الجَنَّةِ أوَّلُ، ثُمَّ لِغيرِكَ مِنَ الأنبياءِ والمُرسَلينَ) [4299] يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (6/ 87). .
وقال الصَّنعانيُّ: (الحَديثُ فيه فضيلةٌ واضِحةٌ لَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لِما فيه مِن تَعظيمِه، وأنَّه تعالى قَد قَدَّمَ الأمرَ إلى الخازِنِ قَبلَ مَجيءِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وآلِه وسَلَّم أن يَفتَحَ لَه، ولا يَفتَحَ لِأحَدٍ قَبلَه، وأنَّه أولُ مَن يُفتَحُ لَه، كَما أنَّه أولُ مَن تَنشَقُّ عَنه الأرضُ، كَما أنَّه أولُ شافِعٍ ومُشَفَّعٍ) [4300] يُنظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) (1/ 187). .
وقال ابنُ عُثيمين: (لا يُفتَحُ بابُ الجَنَّةِ لِأحَدٍ قَبلَ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ ولِهذا يَشفَعُ هو بنَفسِه لِأهلِ الجَنَّةِ أن يَدخُلُوا الجَنَّةَ، كَما أنَّه شَفعَ لِلخَلائِقِ أن يَقضيَ بينَهم ويَستَريحُوا مِنَ الهولِ والكَرب والغَمِّ الَّذي أصابَهم في عَرَصاتِ القيامةِ، وهاتانِ الشَّفاعتانِ خاصَّتانِ برسُولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم. أعني الشَّفاعةَ في أهلِ المَوقِفِ حَتَّى يُقضى بينَهم، والشَّفاعةَ في أهلِ الجَنةِ حَتَّى يَدخُلُوا الجَنَّةَ، فيَكُونُ لَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم شَفاعتانِ: إحداهما في نَجاةِ النَّاسِ مِنَ الكُرُوب والهمُومِ، والثَّانيةُ في حُصُولِ مَطلُوبِهم، وهو فتحُ باب الجَنَّةِ فيُفتَحُ. فأولُ مَن يَدخُلُ الجَنَّةَ مِنَ النَّاسِ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَبلَ كُلِّ النَّاسِ) [4301] يُنظر: ((شرح رياض الصالحين)) (1/ 471). .
وعَن أنسٍ رَضيَ اللهُ عَنه قال: قال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((أنا أكثَرُ الأنبياءِ تَبَعًا يَومَ القيامةِ، وأنا أولُ مَن يَقرَعُ بابَ الجَنَّةِ )) [4302] أخرجه مسلم (196). .
قال المُناويُّ: ( ((وأنا أولُ مَن يَقرَعُ بابُ الجَنَّةِ)) أي: يَطرُقُه لِلِاستِفتاحِ، فيُفتَحُ لَه فيَكُونُ أولَ داخِلٍ، كَما سَبَقَ، والقَرْعُ بالسُّكُونِ: الطَّرْقُ، يُقالُ: طَرَقْتُ البابَ، بمَعنى: طَرَقْتُه ونَقَرْتُ عليه) [4303] يُنظر: ((فيض القدير)) (3/ 40). .
وقال الصَّنعانيُّ: ( ((وأنا أوَّلُ مَن يَقرَعُ بابَ الجَنَّةِ)) أي: فيُفتَحُ لَه، كَما أفادَه غيرُه؛ فهو إعلامٌ بأنَّه أولُ داخِلٍ لَها) [4304] يُنظر: ((التنوير شرح الجامع الصغير)) (4/ 255). .

انظر أيضا: