الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الرَّابِعَ عَشَرَ: من نَتائِجِ الالتزامِ بمَنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في تقريرِ مَسائِلِ الاعتِقادِ: مخالفةُ مَسالِكِ الأُمَمِ الضَّالَّةِ  

الالتزامُ بمَنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ يُفيدُ مُجانبةَ مَسالِكِ الأُمَمِ الضَّالَّةِ من اليَهودِ والنَّصارى وغَيرِهم، وقد أُمِرْنا بمخالفةِ طَرائِقِهم، وتجنُّبِ سُنَنِهم، ومنها أنَّهم ردُّوا على الرُّسُلِ ما أخبَروا به، واعتَرَضوا عليهم بالاعتراضاتِ الباطِلةِ، كما قالت اليهودُ لموسى عليه السَّلامُ: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة: 55] .
وقال الذين كَفَروا: وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ [الأنعام: 124] .
وكلُّ من أوقَفَ الإيمانَ بالنُّصوصِ على مُوافَقةِ عَقْلِه أو قياسِه أو ذَوقِه أو كَشْفِه أو منامِه أو حِسِّه؛ ففيه شَبَهٌ من شَبَه اليَهودِ والنَّصارى وغيرِهم من الكافرين، وقد أُمِرْنا بمخالَفتِهم؛ ولهذا لا تكادُ تَجِدُ شُبهةً أو مقالةً مُنحَرِفةً في الفِرَقِ المخالِفةِ لأهلِ السُّنَّةِ، إلَّا وفي اليَهودِ والنَّصارى نَظيرُها.

انظر أيضا: