الموسوعة العقدية

المَبحَثُ التَّاسِعُ: من نَتائِجِ الالتزامِ بمَنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ في تقريرِ مَسائِلِ الاعتِقادِ: عدمُ صحَّةِ الإيمانِ المَشروطِ

الالتزامُ بمَنهَجِ أهلِ السُّنَّةِ والجَماعةِ يقرِّرُ عدَمَ صِحَّةِ الإيمانِ المَشروطِ؛ إذ لا بُدَّ مِنَ تسليمٍ مُطلَقٍ لِلوَحْيِ المعصُومِ، كمن يقولُ: أنا لا أؤمِنُ بخَبَرِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتى أعلَمَ انتِفاءَ المعارِضِ العَقليِّ، أو أنا لا أؤمِنُ حتى تُصَدِّقَ خبَرَه رُؤيا منامٍ، أو كَشفٌ، أو ذَوقٌ، أو تَجرِبةٌ مَعمليَّةٌ، أو نحوُ ذلك من الشَّرائِطِ، فهذا إيمانٌ لا يصِحُّ، وصاحِبُه فيه شَبَهٌ من المُشرِكِينَ الذين قال الله عنهم: وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ [الأنعام: 124] ، ومِنَ اليَهودِ الذين قال اللهُ عنهم: وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ [البقرة: 55] .
فالواجِبُ على الإنسانِ أن يؤمِنَ باللهِ ورِسالاتِه إيمانًا مُطلَقًا غيرَ مَشروطٍ؛ ولهذا كان شِعارُ أهلِ الإيمانِ: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا [البقرة: 285] ، وشعارُ أهلِ الكُفرِ: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا [البقرة: 93] .

انظر أيضا: