الموسوعة العقدية

الْمَبحَثُ الثَّالثُ والأربَعونَ: عَودةُ جَزيرةِ العَرَبِ جَناتٍ وأنهارًا

عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ الله عَنه أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يَكثُرَ الْمالُ ويَفيضَ حَتَّى يَخرُجَ الرَّجُلُ بزَكاةِ مالِه فلا يَجِدَ أحَدًا يَقبَلُها مِنه، وحَتَّى تَعودَ أرضُ العَرَبِ مُروجًا وأنهارًا )) [2269] أخرجه مسلم (157). .
قال الْمظهريُّ: (قيلَ: في زَمانٍ قَديمٍ كان أكثَرُ أرضِ العَرَبِ مُروجًا وصَحارى مُتَدَفِّقةً بالمياه، ذاتَ أشجارٍ وثِمارٍ، فتَبَدَّلَ العُمرانُ بالخَرابِ، والرِّيفُ بالتَّبابِ، والِاجتِماعُ بالِافتِراقِ، وذلك دَأبُ الله تعالى في البِلادِ والعِبادِ... «الْمُروجُ»: جَمعُ مَرْجٍ، وهو الرَّوضةُ) [2270] يُنظر: ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (5/ 392). .
وقال ابنُ الْملكِ الكرمانيُّ: ( ((وحَتَّى تَعودَ أرضُ العَرَبِ مُروجًا)) أي: رياضًا ومَزارِعَ. ((وأنهارًا)): قيلَ: كانت أكثَرُ أراضيهم أوَّلًا مُروجًا وصَحارى ذاتَ مياهٍ وأشجارٍ، فخَرِبَت، ثُمَّ تَكونُ مَعمورةً باشتِغالِ النَّاسِ في آخِرِ الزَّمانِ بالعِمارةِ) [2271] يُنظر: ((شرح المصابيح)) (5/ 539). .
وسُئِلَ ابنُ بازٍ: يُقالُ إنَّ عَلاماتِ يَومِ القيامةِ تُحَوَّلُ أرضُ الجَزيرةِ العَربيَّةِ إلى أرضٍ خِصبةٍ تَجري فيها الأنهارُ فما مَدى صِحَّةِ ذلك؟ فأجابَ: (هذا حَديثٌ صَحيحٌ أخرجه مُسْلِمٌ في الصَّحيحِ، يَقولُ عليه السَّلامُ: ((لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يَخرُجَ الإنسانُ بصَدَقَتِه مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ حَتَّى لا يَجِدَ مَن يَأخُذُها مِنه، ولا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى تَعودَ أرضُ العَرَبِ مُروجًا وأنهارًا)) وما هذا الِاستِغناءُ عَنِ الصَّدَقةِ إلَّا لكَثرةِ الأموالِ وانتِشارِها وقُربِ السَّاعةِ وزُهدِ النَّاسِ في الدُّنيا، والمَقصودُ بأرضِ العَرَبِ الجَزيرةُ العَرَبيَّةُ، والمُروجُ: الأرضُ الخَضراءُ من نَباتٍ، والأنهارُ: الْمياهُ الجاريةُ بسَبَبِ كثرةِ الأمطارِ) [2272] يُنظر: ((فتاوى إسلامية)) (4/ 124). .

انظر أيضا: