الموسوعة العقدية

الْمَبحَثُ الخامِسُ والثَّلاثونَ: سُوءُ الجِوارِ

عَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهما أنَّه سَمِعَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((إنَّ اللهَ يُبغِضُ الفُحْشَ والتَّفَحُّشَ، والذي نَفسُ مُحَمَّدٍ بيدِه، لا تَقومُ السَّاعةُ حَتَّى يُخَوَّنَ الأمينُ، ويُؤتَمَنَ الخائِنُ، حَتَّى يَظهَرَ الفُحشُ والتَّفَحُّشُ، وقَطيعةُ الأرحامِ، وسوءُ الجِوارِ)) [2212] أخرجه مُطَولًا أحمد (6872) واللَّفظُ له، والطبراني (13/592) (14507)، والحاكم (253) باختلافٍ يسيرٍ. صحَّحه الحاكم، وصحَّحه لغيره شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (6872)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (10/20)، ووثق رواته البوصيري في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (8/100). .
وإذا كان الإسلامُ قَد أكَّدَ ووَصَّى على حُسْنِ الجِوارِ وإكرامِ الجارِ وعَدَمِ أذَيَّتِه، فهو إذَن خُلُقٌ عَظيمٌ يَنبَغي تَعاهُدُه والحِرصُ عليه. والإعراضُ عَن ذلك يَعني وُجودَ خَلَلٍ كبيرٍ في الجانِبِ الِاجتِماعيِّ لهَذِه الأمَّةِ، كما هو مَلاحَظٌ اليَومَ. فالرَّحمةُ الَّتي يَنبَغي تَوافُرُها بينَ أفرادِ الْمُجتَمَعِ الإسلاميِّ حَلَّ مَحَلَّها القَطيعةُ والهِجرانُ والتَّغافُلُ عَن إقامةِ الصِّلاتِ الوُدِّيَّةِ بينَ النَّاسِ إلَّا لنَيلٍ مَصلَحةٍ شَخصيَّةٍ وتَحقيقِ مَآرِبَ خاصَّةٍ [2213] يُنظر: ((الموسوعة في الفتن والملاحم وأشراط الساعة)) لمحمد المبيّض (ص: 238). .

انظر أيضا: