الموسوعة العقدية

المبحثُ التاسعَ عَشَرَ: من قَواعِدِ الرَّدِّ على المُخالِفينَ: معرفةُ أنَّ الاصطِلاحاتِ الحادثةَ لا تغَيِّرُ من الحَقائِقِ شَيئًا

قد يَستخدِمُ المبتَدِعةُ بعضَ الألفاظِ الحَسَنةِ، فيَصِفونَ بها ما هم عليه مِنَ العَقائدِ الفاسِدةِ، ويَستَخدِمونَ في حَقِّ مُنازِعيهم مِن أهلِ السُّنَّةِ الألفاظَ الذَّميمةَ والألقابَ الشَّنيعةَ.
فأهلُ الكلامِ يُسَمُّونَ ما عِندَهم من الكلامِ عَقليَّاتٍ وقَطعيَّاتٍ ويَقينيَّاتٍ، ويسَمُّونَ ما عِندَ غَيرِهم مِنَ العُلومِ ظواهِرَ وظنيَّاتٍ، ومحَرِّفو الكَلِمِ عن مواضِعِه يسمُّونَ تحريفَهم تأويلًا، والمعطِّلةُ للصِّفاتِ يُسَمُّونَ نَفْيَ الصِّفاتِ تَنزيهًا وتقديسًا وتوحيدًا، ويسمُّون إثباتَها تجسيمًا وتَشبيهًا وحَشْوًا، ويلقِّبونَ مُثْبِتيها بالمجسِّمةِ، والمشَبِّهةِ والحَشويَّةِ. والمتصَوِّفة يسمُّون خَيالاتِهم الشَّيطانيَّةَ حقائِقَ ومعارِفَ يَقينيَّةً، وقد يُسَمُّونها توحيدًا، ويُسَمُّونَ ما عندَ أهلِ السُّنَّةِ ظواهِرَ ورُسومًا، وعوائِقَ وحُجُبًا! وكلُّ هذه الاصطِلاحات لا تغيِّرُ من الحقائِقِ شَيئًا [236] يُنظر: ((الغنية)) لعبد القادر الجيلاني (1/166)، ((مختصر الصواعق المرسلة)) لابن الموصلي (ص: 119). .

انظر أيضا: