الموسوعة العقدية

المبحثُ الرابعَ عَشَرَ: من قَواعِدِ الرَّدِّ على المُخالِفينَ: المُعارضةُ الصَّحيحةُ هي التي يمكِنُ اطِّرادُها

قال الله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آَتَاهُ اللهُ المُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ المَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ المَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ [البقرة: 258] .
فلما سوَّى الملحِدُ نفسَه بالله تعالى في ادِّعاء الإحياءِ والإماتةِ، طالبه إبراهيمُ بإجراءِ المساواةِ في غيرها من حقوقِ الرُّبوبيَّةِ، ومنها: التصَرُّفُ في الكونِ وفي كواكبه وأجرامه، ومن ذلك أنَّ الله تعالى يُسَيِّرُ الشمسَ من المشرِقِ على المغربِ، فإن كان صادقًا في ادِّعاء المساواةِ لله تعالى في الإحياء والإماتة، فلْيعكِسْ إذَن حركةَ هذه الشَّمسِ؛ لتسيرَ من المغربِ إلى المشرِقِ، فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ [227] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (1/686). .
وكذلك يقال -مثلًا- لنُفاةِ بَعضِ الصِّفاتِ بقَصدِ التنزيهِ: اطْرُدوا حُجَّتَكم وانفُوا سائِرَ الصِّفاتِ، بل وسائِرَ الأسماءِ، حتى صفةَ الوُجودِ؛ لأنَّ المخلوقَ يتَّصف بها، فمن طَرَد منهم لم يَبْقَ عنده إلهٌ يُعبَدُ، ولا رَبٌّ يُصَلَّى له ويُسجَدُ، ومن فَرَّق بَقِيَ في التناقُضِ، والمحقُّ من أثبت الصِّفاتِ جميعًا مع نفيِ التَّشْبيهِ والمماثَلةِ بين الخالِقِ والمخلوقِ [228] يُنظر: ((الصواعق المرسلة)) لابن القيم (2/490)، ((تفسير ابن كثير)) (1/686). .

انظر أيضا: