الموسوعة العقدية

المَبْحَثُ الثَّالِثُ: بِشاراتٌ مِنَ الإنجيلِ

جاء في (إنجيلِ مَتَّى) في الإصحاحِ (21) فقرة (42): (قال لهم يَسُوع: أمَا قرأتُم قَطُّ في الكُتُبِ: الحَجَرُ الذي رفضه البناؤون هو ذا قد صار رأسَ الزاويةِ من قِبَل الرَّبِّ، كان هذا وهو عجيبٌ في أعينِنا؛ لذلك أقول لكم: إنَّ ملكوتَ اللهِ يُنزَع منكم، ويُعطى لأُمَّةٍ تعمَلُ أثمارَه. ومن سَقَط على هذا الحَجَرِ يترضَّضُ، ومن سقط هو عليه يَسحَقُه) [1074] يُنظر: ((نبوة محمد من الشك إلى اليقين)) لفاضل السامرائي (ص: 297). .
قال ابنُ القَيِّمِ: (تأمَّلْ قَولَه أي: المسيحِ عليه السَّلامُ في البشارةِ الأخرى: (ألم تَرَ إلى الحَجَرِ الذي أخَّره البناؤون صار رأسًا للزاويةِ)، كيف تجِدُه مطابقًا لقَولِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((مَثَلي ومَثَلُ الأنبياءِ قبلي كمَثَلِ رَجُلٍ بنى دارًا فأكمَلَها وأتمَّها إلَّا مَوضِعَ لَبِنةٍ منها، فجعل النَّاسُ يطوفون بها ويَعجَبون منها، ويقولون: هلَّا وُضِعَت تلك اللَّبِنةُ؟ فكنتُ أنا تلك اللَّبِنةَ )) [1075] رواه البخاري (3535)، ومسلم (2286) باختلافٍ يسيرٍ مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. . وتأمَّلْ قَولَ المسيحِ في هذه البشارةِ: (إنَّ ذلك لعجيبٌ في أعيُنِنا). وتأمَّلْ قَولَه فيها: (إنَّ ملكوتَ اللهِ سيؤخَذُ منكم، ويُدفَعُ إلى أُمَّةٍ أخرى) كيف تجِدُه مطابقًا لقَولِه تعالى: وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء: 105] . وقَولِه تعالى: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ... [النور: 55] . وتأمَّلْ قَولَه في البارقليط المُبَشِّر به: (يُفشي لكم الأسرارَ، ويُفَسِّرُ لكم كُلَّ شيءٍ، فإني أجيئُكم بالأمثالِ وهو يأتيكم بالتأويلِ). كيف تجِدُه مطابقًا للواقِعِ من كُلِّ وَجهٍ، لقَولِه تعالى: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ [النحل: 89] ، ولقَولِه تعالى: مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ [يوسف: 111] . وإذا تأمَّلْتَ التوراةَ والإنجيلَ والكُتُبَ، وتأمَّلتَ القُرآنَ وجَدْتَه كالتفصيلِ لجُمَلِها، والتأويلِ لأمثِلَتِها، والشَّرحِ لِرُموزِها) [1076] يُنظر: ((هداية الحيارى)) (1/338). .

انظر أيضا: