الموسوعة العقدية

الفَرعُ الثَّاني عَشَرَ: شكوى البَعيرِ له

وعن عبدِ اللهِ بنِ جَعفرٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أردفني رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خَلْفَه ذاتَ يَومٍ، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أُحَدِّثُ به أحدًا مِنَ النَّاسِ، وكان أحبَّ ما استتر به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لحاجتِهِ هَدَفٌ [1037] قال المناوي: (ما ارتفع من أرضٍ أو بناءٍ). ((فيض القدير)) (5/ 86). أو حائِشُ نخلٍ [1038] قال المناوي: (نخلٌ مجتَمِعٌ ملتَفٌّ كأنَّه لالتفافِه يحوشُ بَعضُه لبعضٍ). ((فيض القدير)) (5/ 86). . فدخلَ حائطًا [1039] قال ابنُ رسلان: (يعني: بُستانًا؛ سُمِّي بذلك لأنَّه يحوطُ ما فيه من الأشجارِ وغيرِها). ((شرح سنن أبي داود)) (11/ 210). لرجلٍ من الأنصار فإذا جمَلٌ، فلما رأى النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حنَّ وذرَفَت عيناه، فأتاه النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فمَسَح ذِفْرَيه [1040] قال ابن رسلان: (الذِّفرى هو: الموضِعُ الذي يَعرَقُ منه البعيرُ خَلْفَ الأذُنِ، والألف فيه للتأنيثِ، وهو أوَّلُ ما يَعرَقُ منه). ((شرح سنن أبي داود)) (11/ 210). فسكَت، فقال: من رَبُّ هذا الجمَلِ؟ لِمن هذا الجَمَلُ؟ فجاء فتًى من الأنصارِ، فقال: لي يا رَسولَ اللهِ. فقال: أفلا تتَّقي اللهَ في هذه البهيمةِ التي ملَّكَك اللهُ إيَّاها؛ فإنَّه شكى إليَّ أنَّك تُجيعُه وتُدْئِبُه )) [1041] أخرجه أبو داود (2549) واللَّفظُ له، وأحمد (1745). صَحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2549)، والوادعي على شرط مسلم في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (559)، وصَحَّح إسناده الحاكم في ((المستدرك)) (2485)، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (3/189)، وشعيب الأرناؤوط على شرط مسلم في تخريج ((مسند أحمد)) (1745)، وجَوَّده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (3/214). وأصل الحديث في صحيح مسلم (342) مختصراً. .
قال ابنُ رُسُلان: (هذا من مُعْجِزاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الدَّالَّةِ على صِدْقِ نبُوَّتِه) [1042] يُنظر: ((شرح سنن أبي داود)) (11/ 210). .

انظر أيضا: