الموسوعة العقدية

المبحثُ التاسعُ: من قَواعِدِ الرَّدِّ على المُخالِفينَ: الباطِلُ لا يُرَدُّ بالباطِلِ، بل بالحَقِّ

السَّلَفُ والأئمَّةُ يذمُّون ما كان من الكلامِ والعَقليَّاتِ باطلًا، وإن قُصِدَ به نَصرُ الكِتابِ والسُّنَّةِ، فيذموُّن من قابَلَ بِدعةً ببِدعةٍ، وفاسِدًا بفاسِدٍ [220] يُنظر: ((درء تعارض العقل والنقل)) لابن تَيميَّةَ (7/165). ؛ فالباطِلُ يُرَدُّ بالحَقِّ المحضِ، والبِدْعةُ تُرَدُّ بالسُّنَّةِ الصَّحيحةِ.
قال ابنُ قُتَيبةَ: (تعمَّق آخرون في النَّظَرِ، وزَعَموا أنَّهم يريدون تصحيحَ التَّوحيدِ بنَفيِ التَّشْبيهِ عن الخالِقِ، فأبطلوا الصِّفاتِ؛ مِثلُ: الحِلمِ، والقُدرةِ، والجلالِ، والعَفْوِ، وأشباهِ ذلك) [221] يُنظر: ((الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة)) (ص: 36). .
وأراد بَعضُ مُثبِتةِ القَدَرِ الرَّدَّ على نُفاتِه، فأنكروا فِعلَ العَبدِ واختيارَه، والشِّيعةُ أرادوا الإنكارَ على الخوارجِ الذين كفَّروا عليًّا رَضِيَ اللهُ عنه، فوَقَعوا في سائِرِ الصَّحابةِ -عدا آلِ البَيتِ- تكفيرًا وتفسيقًا!

انظر أيضا: