الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الثَّاني: من آياتِ موسى عليه السَّلامُ

منْ أعظمِ هذهِ الآياتِ وأكبَرِها العصا التي كانتْ تتحوَّلُ إلى حيَّةٍ عظيمةٍ عندما يُلقيها على الأرضِ.
قال اللهُ تعالى لموسى عليه السَّلامُ: وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى [طه: 17-21] .
قال ابنُ كثيرٍ: (هذا خارِقٌ عظيمٌ، وبرهانٌ قاطِعٌ على أنَّ الذي يكَلِّمُه هو الذي يقولُ للشَّيءِ: كنْ فيَكونُ، وأنَّه الفَعَّالُ بالاختيارِ) [931] يُنظر: ((البداية والنهاية)) (2/ 56). .
وكان من شأنِ هذه العصا أن ابتَلَعت مجموعةً مِنَ الحِبالِ والعِصِيِّ التي جاء بها سَحَرةُ فِرعَونَ ليغالِبوا موسى.
قال اللهُ سُبحانَه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى [طه: 65-69] .
وعندما عاين السَّحَرةُ ما فعلَتْه حيَّةُ موسى، عَلِموا أنَّ هذا ليس من صُنعِ البَشَرِ، إنما هو من صُنعِ خالِقِ البَشَرِ، فلم يتمالكوا أن خَرُّوا ساجدين لله ربِّ العالَمِينَ.
قال اللهُ تعالى: فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى [طه: 70] .

انظر أيضا: