الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: آيةُ نَبيِّ اللهِ صالحٍ عليه السَّلامُ

دعا صالحٌ عليه السَّلامُ قومَه إلى عبادةِ اللهِ الواحِدِ الأحَدِ، كما قال اللهُ تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ [النمل: 45] . فكذَّبوه وطلبوا منه آيةً تدُلُّ على صِدْقِه قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ [الشعراء: 153-154] .
وقد ذكر اللهُ استجابتَه لطَلَبِهم الآيةَ، فقال لهم نبيُّهم صالحٌ عليه السَّلامُ: قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ [الأعراف: 73] .
وقد أخبر اللهُ أنها كانت آيةً واضِحةً بَيِّنةً لا خفاءَ فيها؛ ولذا سمَّاها مُبصِرةً وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً [الإسراء: 59] .
قال ابنُ الجوزي: (بعث اللهُ تعالى إليهم بعد هلاكِ قَومِ عادٍ صالحًا... فدعاهم إلى التوحيدِ، فلم يزِدْهم دعاؤه إلَّا طغيانًا، فقالوا: ائتِنا بآيةٍ، فقال: اخرُجوا إلى هَضبةٍ مِنَ الأرضِ، فخرجوا فإذ هي تمخُضُ تمخُّضَ الحامِلِ، ثُمَّ انفرَجَت فخرجت من وسَطِها ناقةً، فقال: هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ، وكانت تشرَبُ ماءهم يومًا ويشربون يومًا، ويحتَلِبونها في يومِ شِرْبِها عِوَضَ ما شَرِبَت) [930] يُنظر: ((المنتظم في تاريخ الملوك والأمم)) (1/ 255). .

انظر أيضا: