الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الأوَّلُ: الإيمانُ بمن سمَّى اللهُ تعالى منهم في كِتابِه، أو صَحَّ عن رَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

قال ابنُ رُشدٍ الجَدُّ: (من جحد ما نزل على نَبيٍّ من الأنبياءِ، مِثلُ أن يقولَ: إنَّ اللهَ لم يُنزِلِ التوراةَ على موسى بنِ عِمرانَ، أو الإنجيلَ على عيسى بنِ مَرْيمَ، أو جَحَد نُبُوَّةَ أحَدٍ منهم، فقال: إنَّه لم يَكُنْ بنَبيٍّ؛ فإنَّه كُفرٌ صريحٌ) [400] يُنظر: ((البيان والتحصيل)) (16/ 416). .
وقال السَّعْديُّ: (الواجِبُ في الإيمانِ بالأنبياءِ والكُتُبِ أن يُؤمَنَ بهم على وَجهِ العُمومِ والشُّمولِ، ثمَّ ما عُرِفَ منهم بالتفصيلِ، وجب الإيمانُ به مُفَصَّلًا) [401] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 68). .
وقال ابنُ باز: (الرُّسُلُ يجِبُ الإيمانُ بهم إجمالًا وتفصيلًا؛ فنُؤمِنُ أنَّ اللهَ سُبحانَه أرسل إلى عبادِه رُسُلًا منهم مُبَشِّرينَ ومُنْذِرينَ ودُعاةً إلى الحَقِّ، فمن أجابهم فاز بالسَّعادةِ، ومن خالفهم باء بالخَيبةِ والنَّدامةِ، وخاتِمُهم وأفضَلُهم هو نبيُّنا محمَّدُ بنُ عَبدِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، كما قال سُبحانَه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل: 36] ، وقال تعالى: رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ [النساء: 165] ، وقال تعالى: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب: 40] ، ومن سَمَّى اللهُ منهم أو ثبت عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تسميتُه، آمَنَّا به على سبيلِ التَّفصيلِ والتعيينِ، كنُوحٍ وهُودٍ وصالحٍ وإبراهيمَ وغَيرِهم صلَّى اللهُ وسلَّم عليهم وعلى آلِهم وأتباعِهم) [402] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن باز)) (1/21). .
وقال ابنُ عُثَيمين: (الإيمانُ بالرُّسُلِ يَتضَمَّنُ أربعةَ أُمورٍ:...
الثَّاني: الإيمانُ بمن عَلِمْنا اسمَه منهم باسمِه... وأمَّا من لم نعلَمِ اسمَه منهم فنُؤمِنُ به إجمالًا) [403] يُنظر: ((مجموع فتاوى ابن عثيمين)) (5/ 124). .

انظر أيضا: