الموسوعة العقدية

المطلبُ الرابعُ: التأمينُ على دُعاءِ المُؤمِنين

المَلائِكةُ يُؤمِّنون على دُعاءِ المُؤمِنِ، وبذلك يكونُ الدُّعاءُ أقرَبَ إلى الإجابةِ بإذنِ اللهِ تعالى.
عن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((دعوةُ المرءِ المُسلِمِ لأخيه بظَهرِ الغَيبِ مُستجابةٌ، عند رأسِه مَلَكٌ مُوَكَّلٌ، كُلَّما دعا لأخيه بخَيرٍ قال الملَكُ الموكَّلُ به: آمِينَ، ولك بمِثلٍ)) [4072] رواه مسلم (2733). .
قال النووي: (كان بعضُ السَّلَفِ إذا أراد أن يدعوَ لنَفْسِه يدعو لأخيه المُسلِم بتلك الدَّعوةِ؛ لأنَّها تُستجابُ ويَحصلُ له مِثلُها) [4073] يُنظر: ((شرح مسلم)) (17/ 49). .
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إِذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ، فَاسْألُوا اللهَ مِن فَضْلِهِ؛ فإنَّهَا رَأتْ مَلَكًا )) [4074] أخرجه البخاري (3303)، ومسلم (2729) مطولًا. .
قال عياضٌ: (ذلك -واللهُ أعلَمُ- لتأمينِ المَلائِكةِ على دُعاءِ بنى آدَمَ، واستغفارِهم له؛ فَرَحًا ببركةِ ذلك، وحُسنِ عَونِ الملَكِ به، إذا دعا بحَضرتِه بالتأمينِ والاستغفارِ له، وإشهادِه له بالتضَرُّعِ إلى اللهِ والإخلاصِ) [4075] يُنظر: ((إكمال المعلم بفوائد مسلم)) (8/ 224). .
وقال أبو العَبَّاسِ القُرطبي: (وكأنَّه إنما أمر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالدُّعاءِ عند صُراخِ الدِّيَكةِ؛ لتؤمِّنَ المَلائِكةُ على ذلك الدُّعاءِ، فتتوافقَ الدَّعوتان، فيُستجابَ للدَّاعي. واللهُ أعلَمُ) [4076] يُنظر: ((المفهم)) (7/ 58). .
وعن أُمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا حَضَرْتُمُ المَرِيضَ أوِ المَيِّتَ، فَقُولوا خَيْرًا؛ فإنَّ المَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ علَى ما تَقُولونَ )) [4077] أخرجه مسلم (919) مطولًا. .
قال أبو العبَّاسِ القُرطبيُّ: (إخبارٌ بتأمينِ المَلائِكة على دُعاءِ مَن هناك. ومن هذا استَحَبَّ عُلَماؤُنا أن يحضُرَ الميِّتَ الصَّالحون وأهلُ الخيرِ حالَة مَوتِه ليُذَكِّروه، ويَدْعُوا له ولِمن يَخلُفُه، ويقولوا خيرًا؛ فيجتَمِعَ دُعاؤهم وتأمينُ المَلائِكة، فينتَفِعَ بذلك المَيِّتُ ومن يُصابُ به، ومن يَخلُفُه) [4078] يُنظر: ((المفهم)) (2/ 571). .

انظر أيضا: