الموسوعة العقدية

المَبحَثُ العاشِرُ: زوَّارُ البيتِ المعمورِ

أقسم اللهُ تعالى في كتابِه بالبيتِ المعمورِ، فقال سُبحانَه: وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ [الطور: 4].
قال ابنُ جرير: (قَولُه: وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ يقولُ: والبيتِ الذي يُعمَرُ بكثرةِ غاشِيَتِه، وهو بيتٌ -فيما ذُكِرَ- في السَّماءِ بحيالِ الكَعبةِ من الأرضِ، يدخُلُه كُلَّ يومٍ سَبعون ألفًا من المَلائِكةِ، ثمَّ لا يعودون فيه أبدًا) [3965] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/ 562). .
وقال البغوي: (وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ بكثرةِ الغاشيةِ والأهلِ، وهو بيتٌ في السَّماءِ السَّابعةِ حِذاءَ العَرشِ بحيالِ الكعبةِ يقالُ له: الضُّراحُ، حُرمتُه في السَّماءِ كحُرمةِ الكعبةِ في الأرضِ، يدخُلُه كُلَّ يومٍ سبعون ألفًا من المَلائِكةِ يطوفون به ويُصَلُّون فيه، ثمَّ لا يعودون إليه أبدًا) [3966] يُنظر: ((تفسير البغوي)) (4/289). .
وعن مالكِ بنِ صَعصَعةَ رَضِيَ اللهُ عنه في قِصَّةِ الإسراءِ: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((... ثم رُفِعَ لي البيتُ المعمورُ، فقلتُ: يا جبريلُ ما هذا؟ قال: هذا البيتُ المعمورُ يدخُلُه كُلَّ يومٍ سبعون ألْفَ مَلَكٍ، إذا خَرَجوا منه لم يعودوا فيه آخِرَ ما عليهم)) [3967] رواه البخاري (3207) ومسلم (164) واللَّفظُ له. .
وعن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه في قِصَّةِ الإسراءِ: قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ففُتِح لنا فإذا أنا بإبراهيمَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُسندًا ظَهْرَه إلى البيتِ المعمورِ، وإذا هو يدخُلُه كُلَّ يومٍ سَبعون ألْفَ مَلَكٍ لا يعودون إليه )) [3968] رواه مسلم (162) مطولًا. .
قال أبو العَبَّاس القرطبيُّ: (البيتُ المعمورُ سُمِّيَ بذلك؛ لكثرةِ عِمارتِه بدُخولِ المَلائِكةِ فيه وتعَبُّدِهم عنده) [3969] يُنظر: ((المفهم)) (1/ 389). .
وقال النوويُّ: (وفي هذا أعظَمُ دَليلٍ على كثرةِ المَلائِكةِ صَلَواتُ اللهِ وسَلامُه عليهم. واللهُ أعلَمُ) [3970] يُنظر: ((شرح مسلم)) (2/ 225). .

انظر أيضا: