الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الثَّالِثُ: المُوكَّلُ بالصُّورِ

قال اللهُ تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ [الزمر: 68] .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((ما طرَفَ صاحبُ الصورِ مُذْ وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدًّا ينظُرُ نحْوَ العرشِ مخافَةَ أنْ يَؤْمَرَ قبْلَ أنْ يَرْتَدَّ إليْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ)) [3925] أخرجه أبو الشيخ في ((العظمة)) (391)، والحاكم (8676)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (4/99) واللفظ له. صحح إسناده الحاكم، والألباني في ((سلسلة الأحاديث الصحيحة)) (1078) -وقال في ((مختصر العلو)) (23): على شرط مسلم- وحسنه ابن حجر في ((فتح الباري)) (11/376)، وجوده العراقي في ((تخريج الإحياء)) (5/270). .
ونقل بعضُ العُلَماءِ الإجماعَ على أنَّ الملَكَ الموكَّلَ بالنَّفخِ في الصُّورِ هو إسرافيلُ عليه السَّلامُ، مع عَدَمِ ثبوتِ ذلك في حديثٍ صحيحٍ.
قال ابنُ الحاجِّ القناويُّ: (الأُمَّةُ وجميعُ الأُمَمِ مجمِعون على أنَّ الذي ينفُخُ في الصُّورِ هو إسرافيلُ عليه السَّلامُ) [3926] يُنظر: ((حز الغلاصم في إفحام المخاصم عند جريان النظر في أحكام القدر)) (ص: 35). .
وقال القرطبي: (قال عُلَماؤنا: والأُمَمُ مُجمِعون على أنَّ الذي ينفُخُ في الصُّورِ إسرافيلُ عليه السَّلامُ) [3927] يُنظر: ((التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة)) (1/ 211). .
وقال أيضًا: (الأُمَمُ مُجمِعةٌ على أنَّ الذي ينفُخُ في الصُّورِ إسرافيلُ عليه السَّلامُ) [3928] يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (7/ 20). .
وقال ابنُ حجر: (اشتَهَر أنَّ صاحِبَ الصُّورِ إسرافيلُ عليه السَّلامُ، ونَقَل فيه الحليميُّ الإجماعَ) [3929] يُنظر: ((فتح الباري)) (11/ 368). .

انظر أيضا: