الموسوعة العقدية

المَطلَبُ العاشِرُ: مَوتُ المَلائِكةِ

من عقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قد كتب على جميعِ الأحياءِ الموتَ، وتفَرَّد وَحْدَه بالبقاءِ، وعلى هذا فهُم يؤمِنون بأنَّ المَلائِكةَ عليهم السَّلامُ يجوز عليهم الموتُ، واللهُ قادِرٌ على ذلك [3859] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (4/259). .
قال اللهُ عَزَّ وجَلَّ: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ [الرحمن: 26، 27].
قال ابنُ كثير: (يخبِرُ تعالى أنَّ جميعَ أهلِ الأرضِ سيَذهَبون ويموتون أجمَعون، وكذلك أهلُ السَّمَواتِ، إلَّا من شاء اللهُ، ولا يبقى أحَدٌ سِوى وَجْهِه الكريمِ؛ فإنَّ الرَّبَّ تعالى وتقَدَّسَ لا يموتُ، بل هو الحيُّ الذي لا يموتُ أبدًا) [3860] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (7/ 494). .
قال الحليمي: (الإيمانُ بالمَلائِكةِ ينتَظِمُ معانيَ -وذكر منها-: إنزالَهم منازِلَهم، وإثباتَ أنَّهم عِبادُ اللهِ وخَلْقُه، كالإنسِ والجِنِّ، مأمورون مُكَلَّفون، لا يَقدِرون إلَّا على ما يُقدِرُهم اللهُ تعالى عليه، والموتُ جائِزٌ عليهم) [3861] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 302). .
وقال عبدُ القاهِرِ البغداديُّ: (أجمعوا أيضًا على جوازِ الفَناءِ على العالمِ كُلِّه من طريقِ القُدرةِ والإمكانِ، وإنما قالوا بتأبيدِ الجنَّةِ ونعيمِها، وتأبيدِ جَهنَّمَ وعَذابِها من طريقِ الشَّرعِ) [3862] يُنظر: ((الفرق بين الفرق)) (ص: 319). .
وقد سُئل ابنُ تَيمِيَّةَ: هل جميعُ الخَلقِ حتى المَلائِكةُ يموتون؟
فأجاب: (الذي عليه أكثَرُ النَّاسِ أنَّ جميعَ الخَلقِ يموتون حتى المَلائِكةَ، والمُسلِمون واليهودُ والنَّصارى مُتَّفِقون على إمكانِ ذلك، وقُدرةِ اللهِ عليه) [3863] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (4/259). .
وقال أيضًا: (اللهُ سُبحانَه قادِرٌ على أن يميتَهم ثمَّ يحيِيَهم، كما هو قادِرٌ على إماتةِ البَشَرِ والجِنِّ، ثمَّ إحيائِهم. وقد قال سُبحانَه: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) [3864] يُنظر: ((مجموع الفتاوى)) (4/ 260). .
وقال السيوطيُّ: (سُئِلْتُ: هل تموتُ المَلائِكةُ بنَفْخةِ الصَّعقِ ويَحْيَون بنَفخةِ البَعثِ؟ والجوابُ: نعم) [3865] يُنظر: ((الحبائك في أخبار الملائك)) (ص: 272). .

انظر أيضا: