الموسوعة العقدية

المَبحَثُ الثَّاني: معنى الإيمانِ بالمَلائِكةِ

الإيمانُ بالمَلائِكةِ يتضَمَّنُ أربعةَ أُمورٍ:
1- الإيمانُ بوُجودِهم إيمانًا جازمًا لا يتطَرَّقُ إليه شَكٌّ.
2- الإيمانُ بما عَلِمْنا من أسمائِهم (كجِبريلَ عليه السَّلامُ)، وأمَّا من لم نعلَمْ أسماءَهم فنُؤمِنُ بهم إجمالًا.
3- الإيمانُ بما عَلِمْنا من صفاتِهم الخِلْقيَّةِ والخُلُقيَّةِ.
4- الإيمانُ بما عَلِمْنا من أعمالِهم [3710] يُنظر: ((القول المفيد)) لابن عثيمين (2/410)، ((نبذة في العقيدة)) (ضمن مجموع فتاوى ابن عثيمين) (5/ 116)، ((الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد والرد على أهل الشرك والإلحاد)) لصالح الفوزان (ص: 167)، ((الإيمان حقيقته خوارمه نواقضه عند أهل السنة)) لعبدالله الأثري (ص: 131). .
قال محمَّدُ بنُ نَصرٍ المَرْوزيُّ في تفسيرِ حَديثِ جِبريلَ عليه السَّلامُ في أركانِ الإيمانِ: (قَولُه: «ومَلائِكَتِه» فأن تؤمِنَ بمن سمَّى اللهُ لك منهم في كتابِه، وتؤمِنَ بأنَّ لله مَلائِكةً سِواهم لا يَعرِفُ أسامِيَهم وعَدَدَهم إلَّا الذي خلَقَهم) [3711] يُنظر: ((تعظيم قدر الصلاة)) (1/ 393). .
وقال الحليمي: (الإيمانُ بالمَلائِكةِ يَنتَظِمُ معانيَ؛ أَحَدُها: التصديقُ بوجودِهم، والآخَرُ: إنزالُهم منازِلَهم وإثباتُ أنَّهم عِبَادُ اللهِ وخَلْقُه، كالإنسِ والجِنِّ، مأمورونَ مُكَلَّفون لا يَقدِرون إلَّا على ما يُقَدِّرُ لهم اللهُ تعالى... ولا يُوصَفون بشَيءٍ يؤدِّي وَصفُهم به إلى إشراكِهم باللهِ تعالى، ولا يُدْعَون آلِهةً كما قد دعَتْهم الأوائِلُ. والثَّالِثُ: الاعترافُ بأنَّ منهم رُسُلًا لله تعالى يُرسِلُهم إلى من يشاءُ مِنَ البَشَرِ) [3712] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 302). .
وقال أيضًا: (الإيمانُ بالمَلائِكةِ ليس أن يُنزَّلوا فوقَ مَنازِلِهم، لكِنْ أن لا يُبخَسوا حَظًّا جَعَله اللهُ تعالى لهم مِن فَضْلِه) [3713] يُنظر: ((المنهاج في شعب الإيمان)) (1/ 303). .
وقال ابنُ حَجَر: (الإيمانُ بالمَلائِكةِ هو التصديقُ بوُجودِهم، وأنهم كما وصفهم اللهُ تعالى عبادٌ مُكرَمون، وقَدَّم المَلائِكةَ على الكُتُب والرُّسُل نظرًا للترتيبِ الواقِعِ؛ لأنَّه سُبحانَه وتعالى أرسل المَلَكَ بالكِتابِ إلى الرَّسول) [3714] يُنظر: ((فتح الباري)) (1/117). .
وقال حافِظٌ الحَكَميُّ في ذِكرِ أركانِ الإيمانِ: (الثَّاني: الإيمانُ بالمَلائِكةِ الذين هم عِبادُ اللهِ المُكْرَمون، والسَّفَرةُ بينه تعالى وبين رُسُلِه عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ، الكِرامِ خَلقًا وخُلُقًا، والكِرامِ على اللهِ تعالى، البَرَرةِ الطَّاهِرين ذاتًا وصِفةً وأفعالًا، المطيعينَ لله عَزَّ وجَلَّ، وهم عبادٌ مِن عِبادِ الله عَزَّ وجَلَّ، خَلَقهم الله تعالى من النُّورِ لعبادته، ليسوا بناتٍ لله عَزَّ وجَلَّ ولا أولادًا ولا شُرَكاءَ معه ولا أندادًا، تعالى اللهُ عَمَّا يقولُ الظَّالِمون والجاحِدون والمُلحِدون عُلُوًّا كبيرًا) [3716] يُنظر: ((معارج القبول)) (2/ 656). .

انظر أيضا: