الموسوعة العقدية

المَطْلَبُ الحادي والأربعون: الآثارُ الإيمانيَّةُ لاسْمِ اللهِ: المُقِيتِ

فاللهُ سُبحانَه وتعالى هو المُعطي لأقواتِ الخَلْقِ صَغيرِهم وكبيرِهم، قَوِيِّهم وضَعيفِهم، غَنِيِّهم وفقيرِهم، كما قال تعالى: وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا [هود: 6] .
وقد قَدَّر اللهُ ذلك كُلَّه عند خَلْقِه للأرضِ، فقال سُبحانَه: وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ [فصلت: 10] .
قال عِكْرِمةُ والضَّحَّاكُ: (معنى قَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا أي: أرزاقَ أهْلِها وما يَصلُحُ لمعايشِهم من التِّجاراتِ والأشجارِ والمنافِعِ في كُلِّ بلدةٍ ما لم يجعَلْه في الأُخرى) [3616] يُنظر: ((تفسير القرطبي)) (15/342). .
قال القرطبيُّ: (لكُلِّ مخلوقٍ قوتٌ؛ فالأبدانُ قُوتُها المأكولُ والمشروبُ، والأرواحُ قُوتُها العلومُ، وقوتُ الملائكةِ التسبيحُ، وبالجُملةِ فاللهُ سُبحانَه هو المُقيتُ لعبادِه، الحافِظُ لهم، والشَّاهِدُ لأحوالهم، والمطَّلِعُ عليهم، وقد تضَمَّن هذا الاسمُ جميعَ الصِّفاتِ؛ فيجِبُ على كُلِّ مُكَلَّفٍ أن يعلَمَ أنْ لا قائِمَ بمصالحِ العِبادِ إلَّا اللهُ سُبحانَه، وأنَّه الذي يَقوتُهم ويَرزُقُهم. وأفضَلُ رِزقٍ يَرزُقُه اللهُ العَقْلُ؛ فمن رَزَقه العَقلَ أكرَمَه، ومن حَرَمه ذلك فقد أهانه وأذَلَّه) [3617] يُنظر: ((الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى)) (1/276). .

انظر أيضا: