موسوعة الأخلاق

صور التَّضْحية


1- التَّضْحية بالنَّفس وهي من أعلى مراتب التَّضْحية:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنَّه قال: ((من خير معاش النَّاس لهم، رجل ممسك عنان فرسه في سبيل الله، يطير على متنه، كلما سمع هَيْعَةً، أو فزعة طار عليه، يبتغي القتل والموت مظانَّه، أو رجل في غنيمة في رأس شَعَفَةٍ [618] شعفة كل شيء: أعلاه. وشعفة الجبل: رأسه. انظر: ((لسان العرب)) لابن منظور (9/177). من هذه الشَّعَف، أو بطن واد من هذه الأودية، يقيم الصَّلاة، ويؤتي الزَّكاة، ويعبد ربَّه حتَّى يأتيه اليقين، ليس من النَّاس إلا في خير )) [619] رواه البخاري (3220)، ومسلم (2308) من حديث أنس رضي الله عنه.
2- التَّضْحية بالمال:
كما في حديث عن ابن عباس، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الرِّيح المرسلة )) [620] رواه مسلم (1889).
وعن زيد بن أسلم، عن أبيه، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب، يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدَّق، فوافق ذلك عندي مالًا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكرٍ إن سبقته يومًا، قال: فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، وأتى أبو بكرٍ بكلِّ ما عنده، فقال: يا أبا بكرٍ ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسبقه إلى شيءٍ أبدًا )) [621] رواه أبو داود (1678)، والتِّرمذي (3675)، والدارمي (1/480) (1660)، والبزار (1/394) (270)، والحاكم (1/574)، والبيهقي (4/180) (8026). والحديث سكت عنه أبو داود، وقال التِّرمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرِّجاه، وقال البزَّار: [فيه] هشام بن سعد، حدَّث عنه جماعة كثيرة مِن أهل العلم، ولم نر أحدًا توقَّف عن حديثه ولا اعتلَّ عليه بعلَّة توجب التَّوقُّف عن حديثه. وصحَّحه النَّوويُّ في ((المجموع)) (6/236)، وحسَّنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود))، والوادعي في ((الصَّحيح المسند)) (996).
3- التَّضْحية بالوقت لبذل العلم.
4- التَّضْحية بنفع البدن.

انظر أيضا: