الموسوعة الفقهية

المَطلَبُ الرَّابع: الكلامُ اليسيرُ أثناءَ الأذانِ


يُكرَه الكلامُ اليسيرُ لغيرِ حاجةٍ، أثناءَ الأذانِ، وذلك باتِّفاقِ المذاهِبِ الفقهيَّةِ الأربعَةِ: الحنفيَّة ((البناية)) للعيني (2/96)، وينظر: ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/149)، ((المحيط البرهاني)) لابن مازة (1/352). ، والمالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/77)، ((التاج والإكليل)) للمواق (1/427)، وينظر: ((القوانين الفقهية)) لابن جزي (1/52). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (3/113). ، والحنابلة ((كشاف القناع)) للبهوتي (1/241)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (1/308) وقالوا: لا يُعتدُّ بالأذان إنْ تخلَّله كلام محرَّم ولو كان يسيرًا.
الأدلَّة:
أوَّلًا: مِنَ السُّنَّة
عن جابِرِ بنِ عبدِ الله - رَضِيَ اللهُ عَنْه - قال: ((جاء رجلٌ والنبيُّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يخطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الجمعةِ، فقال: أصَلَّيْتَ يا فُلان؟ قال: لا، قال: قُمْ فارْكَعْ )) روه البخاري (930)، ومسلم (875)
وَجْهُ الدَّلالةِ
أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تكلَّم في الخُطبة، فالأذانُ أَوْلى ألَّا يَبطُلَ؛ فإنَّه يصحُّ مع الحدَثِ، وكَشْفِ العَورةِ، وقاعدًا، وغير ذلك من وجوهِ التَّخفيفِ ((المجموع)) للنووي (3/113).
ثانيًا: من الآثارِ
 عن سُليمانَ بن صُرَدٍ سليمان بن صُرَد أبو مُطرِّف الخزاعيُّ الكوفي الأمير، صحابي. يُنظر: ((سير أعلام النبلاء)) للذهبي (3/394)، ((الإصابة)) لابن حجر (3/144). ، أنَّه كان يؤذِّنُ في العسكرِ فيأمر غلامَه بالحاجةِ، وهو في أذانه رواه الفضلُ بن دُكَينٍ في كتاب الصَّلاة (212)، وابن أبي شيبة (1/212)، والبيهقي (1/398). صحَّح إسناده ابنُ حجر في ((فتح الباري)) (2/116)، والعينيُّ في ((عمدة القاري)) (5/185).
ثالثًا: لِمَا فيه من ترْك سُنَّة الموالاة ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/149).
رابعًا: لأنَّه ذِكرٌ معظَّم كالخُطبة؛ فلا يَسَعُ ترْكُ حُرمتِه ((بدائع الصنائع)) للكاساني (1/149).
خامسًا: لِمَا للأذانِ مِن شَبَهٍ بالصَّلاةِ؛ فهما يُفتَتَحانِ بالتَّكبير، ويُؤدَّيانِ مع الاستقبالِ، وتَرَتُّبِ كلماتِ الأذان، كأركان الصَّلاة، ويَختصَّان بالوقتِ ((البناية)) للعيني (2/110)، ((المحيط البرهاني)) لابن مازة (1/352).

انظر أيضا: