الموسوعة الفقهية

الفصل الأوَّل: الإحرامُ في يومِ التَّرويةِ لِمَنْ كان حَلالًا


يُستحَبُّ لمن كان بمكَّة متمتعًا واجدًا الهَدْيَ أو كان مِن أهْلِ مكَّة، أن يُحْرِمَ يومَ التَّرويةِ ويُهِلَّ بالحَجِّ، ويفعَلَ كما فعل عند الإحرامِ مِنَ الميقاتِ؛ مِنَ الاغتسالِ والتَّطَيُّب ولُبْسِ الإزار وغير ذلك، وهو مَذهَبُ الجُمْهورِ: الحَنَفيَّة ((المبسوط)) للسرخسي (4/24) ((البحر الرائق)) لابن نجيم (2/361). ، والشَّافعيَّة ((المجموع)) للنووي (8/81) ((روضة الطالبين)) للنووي (3/92). ، والحَنابِلة ((الإقناع)) للحجاوي (1/386)ويُنظر: ((الشرح الكبير)) لشمس الدين ابن قُدامة (3/421). ، وابْنِ حَزْمٍ مِنَ الظاهريَّة ((المحلى)) لابْن حَزْمٍ (7/117). ، وهو قَوْلُ طائِفةٍ مِنَ السَّلَفِ قال النووي: (وثبت ذلك في الصحيحينِ عنِ ابنِ عُمَرَ مِن فِعْلِه، وبه قال بعضُ المالكية وآخرون، منهم عطاءُ بن أبي رباح، وسعيد بن جبير، وأحمد، وإسحاق، وابن المُنْذِر، وآخرون) ((المجموع)) (7/181).
الأدِلَّة مِنَ السُّنَّةِ:
1- عن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((فلمَّا كان يومُ التَّرويةِ تَوَجَّهوا إلى مِنًى فأهَلُّوا بالحَجِّ )) رواه مسلم (1218).
2- وعنه رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((أهلَلْنا مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحجِّ، فلمَّا قَدِمْنا مكَّةَ أَمَرَنا أن نَحِلَّ ونَجْعَلَها عُمْرةً، فكَبُرَ ذلك علينا وضاقَتْ به صُدُورُنا، فبلغ ذلك النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فما ندري أشيءٌ بلَغَه مِنَ السَّماءِ، أم شيءٌ مِن قِبَلِ النَّاس؟ فقال: أيُّها النَّاس أحِلُّوا؛ فلَولا الهَدْيُ الذي معي فعَلْتُ كما فعَلْتُم، قال: فأحْلَلْنا حتى وَطِئْنا النِّساءَ، وفَعَلْنَا ما يفعَلُ الحَلالُ، حتى إذا كان يومُ التَّرْويَةِ وجَعَلْنا مكَّةَ بظَهْرٍ؛ أهْلَلْنا بالحَجِّ )) رواه مسلم (1216).
3- ثبت عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه إذا كان بمكَّةَ يُحْرِمُ بالحَجِّ يومَ التَّرْويَةِ، فقال له عُبَيدُ بنُ جُرَيْجٍ في ذلك، فقال: ((إنِّي لم أرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُهِلُّ حتى تنبَعِثَ به راحِلَتُه )) رواه البخاري (166)، ومسلم (1187).

انظر أيضا: