الموسوعة الفقهية

المبحث الرابع: هل يُشترَط الفَقرُ في الغازي لِيُعطى من الزَّكاة؟


لا يُشترَط في الغازي أنْ يكون فقيرًا، فيجوز إعطاءُ الغنيِّ لذلك، وهو مَذهَبُ الجُمهورِ: المالكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (3/233)، ((الشرح الكبير)) للدردير مع ((حاشية الدسوقي)) (1/497). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (6/211)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (7/159). ، والحَنابِلَة ((الفروع)) لابن مفلح (4/345)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (6/482)، ((اختلاف الأئمة العلماء)) لابن هبيرة (1/218، 219). ، وبه قال أكثرُ العلماء قال ابنُ حجر: (وأمَّا سبيلُ اللهِ فالأكثَرُ على أنَّه يختَصُّ بالغازي، غنيًّا كان أو فقيرًا إلَّا أنَّ أبا حنيفةَ قال: يختَصُّ بالغازي المُحتاجِ). ((فتح الباري)) (3/332)، وينظر: ((تفسير القرطبي)) (8/185).
الأدلَّة:
أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ
قال اللهُ تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [التوبة: 60]
وجه الدَّلالة:
أنَّ الله تعالى جعَل الفُقراءَ والمساكينَ صِنفين، وعدَّ بعدَهما سِتَّةَ أصنافٍ، فلا يلزَمُ وُجودُ صِفةِ الصِّنفينِ في بقيَّةِ الأصنافِ، كما لا يلزَمُ وجودُ صِفةِ الأصناف فيهما ((المغني)) لابن قدامة (6/483).
ثانيًا: لأنَّه لا يأخُذُ لمصلحةِ نفْسِه، بل لحاجةٍ عامَّة في مصلحةِ المسلمين، فلم يُشترَطْ فيه الفقر ((المجموع)) للنووي (6/213).

انظر أيضا: