الموسوعة الفقهية

المبحث الأوَّلُ: صِفةُ صلاةِ الكُسوفِ والخُسوفِ


صلاةُ الكسوفِ والخسوفِ رَكعتانِ، في كلِّ ركعةٍ قِيامانِ، وقِراءتان، ورُكوعانِ قال ابنُ بَطَّال: (أجمَع العلماء أنَّ القيام الثاني، والركوع الثاني من الركوع الأوَّل فى صلاة الكسوف أقصرُ من القيامِ ومن الركوع الأوَّل؛ لقوله: ((دون القيام الأوَّل، ودون الرُّكوع الأول))، وكذلك أجمَعوا أنَّ القيام، والركوع الثاني من الركعة الثانية أقصرُ من الأوَّل منها) ((شرح صحيح البخاري)) (3/50)، وينظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (2/549). وقال النوويُّ: (واتَّفقوا على أنَّ القيام الثاني، والركوع الثاني من الرَّكعة الأولى أقصرُ من القيام الأوَّل والركوع، وكذا القيامُ الثاني والركوع الثاني من الركعةِ الثانية أقصرُ من الأوَّل منهما من الثانية) ((شرح النووي على مسلم)) (6/199)، وينظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (2/549). ، وسَجْدَتانِ وصِفة هذه الصَّلاة أن يُحرِم، ويقرأ الفاتحة وسورةً، ثم يركع، ثم يرفع من ركوعه، ويقرأ الفاتحة مرةً ثانية، وسورةً دون القِراءة الأولى، ثم يركع فيُطيل الركوع، وهو دون الركوع الأوَّل، ثم يرفع من الركوع، ثم يَسجُد سجدتينِ، ثم يقومُ إلى الركعة الثانية، فيفعل مِثلَ ما فعله في الرَّكعة الأولى، لكن تكون الركعةُ الثانية دونَ الركعة الأولى في الطُّول، ثم يتشَّهد ويسلِّم. ينظر: ((فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الأولى) (8/324). ، وهذا مذهبُ الجمهور: المالِكيَّة ((مواهب الجليل)) للحطاب (2/589)، وينظر: ((الذخيرة)) للقرافي (2/428، 429). ، والشافعيَّة ((المجموع)) للنووي (5/45)، وينظر: ((الشرح الكبير)) للرافعي (5/68). ، والحَنابِلَة ((الإنصاف)) للمرداوي (2/310- 312)، وينظر: ((المغني)) لابن قدامة (2/313).
الأَدِلَّةُ مِنَ السُّنَّة:
1- عن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ يهوديَّةً جاءتْ تسألها، فقالت: أعاذَكِ اللهِ من عذابِ القبر، فسألتْ عائشةُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُعذَّبُ الناسُ في قُبورِهم؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عائذًا باللهِ من ذلِك، ثم ركِبَ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذاتَ غداةٍ مركبًا، فكَسفتِ الشمس، فرَجَع ضحًى، فمرَّ رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بين ظَهرانيِ الحَجَر، ثم قام فصلَّى وقام الناسُ وراءَه، فقام قيامًا طويلًا، ثم ركَع ركوعًا طويلًا، ثم رفَعَ فقام قيامًا طويلًا، وهو دون القيامِ الأوَّلِ، ثم ركَع ركوعًا طويلًا، وهو دون الرُّكوعِ الأوَّلِ، ثم رفَع فسَجَد سجودًا طويلًا، ثم قام قِيامًا طويلًا، وهو دون القِيام الأوَّل، ثم ركَع ركوعًا طويلًا، وهو دون الركوعِ الأوَّل، ثم قام قيامًا طويلًا، وهو دون القِيام الأوَّل، ثم ركَع ركوعًا طويلًا، وهو دون الرُّكوعِ الأوَّل، ثم سجَدَ، وهو دون السُّجودِ الأوَّل، ثم انصرَف، فقال: ما شاء الله أن يقولَ، ثم أمرَهم أن يَتعوَّذوا من عذابِ القبرِ )) رواه البخاري (1050)، ومسلم (903).
2- عن ابن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((انخَسفتِ الشَّمسُ على عهد رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فصلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقام قيامًا طويلًا، نحوًا من قِراءةِ سورةِ البقرة، ثم ركَع ركوعًا طويلًا، ثم رفَع فقام قيامًا طويلًا، وهو دون القيام الأوَّل، ثم ركَع رُكوعًا طويلًا، وهو دون الركوع الأوَّل، ثم سَجَد، ثم قام قيامًا طويلًا، وهو دون القِيام الأوَّل، ثم ركَع ركوعًا طويلًا، وهو دون الرُّكوعِ الأوَّل، ثمَّ رفَع فقام قيامًا طويلًا، وهو دون القِيامِ الأوَّل، ثم ركَع ركوعًا طويلًا، وهو دون الرُّكوعِ الأوَّل، ثم سجَد، ثم انصرَف وقدْ تجلَّتِ الشَّمسُ )) رواه البخاري (1052)، ومسلم (907).

انظر أيضا: