الموسوعة الفقهية

المطلب الثاني: فضائلُ الزَّكاة


للزَّكاة ثوابٌ عظيمٌ، وفضائلُ جليلةٌ؛ منها:
1- اقترانُها بالصَّلاةِ في كتابِ الله تعالى؛ فحيثما ورَدَ الأمرُ بالصَّلاةِ اقترن به الأمرُ بالزَّكاة، من ذلك قولُه تعالى:وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ [البقرة: 110]
2- أنَّها ثالثُ أركانِ الإسلامِ الخمسةِ؛ لِمَا في الحديث: ((بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شهادةِ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ محمَّدًا رسولُ الله، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، والحجِّ، وصومِ رمضانَ )) رواه البخاري (8)، ومسلم (16).
3- أنَّها علامةٌ من علاماتِ التقوى، وسببٌ مِن أسبابِ دخولِ الجنَّةِ؛ كما قال سبحانه وتعالى: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ [الذاريات: 15-19]
وعن أبي الدَّرداءِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((خمسٌ مَن جاءَ بهنَّ مع إيمانٍ؛ دخل الجنَّةَ: من حافظَ على الصَّلواتِ الخمْسِ: على وضوئِهنَّ وركوعهنَّ وسجودِهنَّ ومواقيتِهنَّ، وصامَ رمضان، وحجَّ البيتَ إنِ استطاعَ إليه سبيلًا، وأعطى الزَّكاةَ طيِّبةً بها نفسُه )) رواه أبو داود (429)، والطبراني في ((المعجم الصغير)) (2/56) (772)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3/19) (2750). جوَّد إسناده المُنْذِري في ((الترغيب والترهيب)) (2/4)، والهيثمي في ((مجمع الزوائد)) للهيثمي (1/52)، وقال المزي في ((تهذيب الكمال)) (5/495): عزيز فرد لا نعرفه إلا من رواية عمران القطان، وحسَّنه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (429).
4- أنَّ المحافظةَ عليها سببٌ من أسبابِ بلوغِ العبدِ منزلةَ الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ؛ فعن عمرِو بن مُرَّة الجُهنيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((جاء رجلٌ من قُضاعةَ إِلى رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال: إِنِّي شهدْتُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّك رسولُ الله، وصليتُ الصلواتِ الخَمْسَ، وصُمتُ رمضانَ وقمتُه، وآتيتُ الزَّكاةَ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: مَن مات على هذا كان من الصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ )) رواه أحمد (39/522)، وابن خزيمة (3/340) (2212)، وابن حبان (8/223) (3438)، والطبراني في ((مسند الشاميين)) (4/138)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (3/308) (3617). حسن إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (2/ 7)، وقال الهيثميُّ في ((مجمع الزوائد)) (1/ 51): أرجو إسناده أنه إسنادٌ حسن أو صحيح. وصحَّح إسنادَه ابنُ حجر في ((مختصر البزار)) (1/ 70)، والألباني في ((قيام رمضان)) (18).
5- أنَّ من أدَّاها طيِّبةً بها نفسُه، ذاق طعْمَ الإيمانِ؛ فعن عبدِ اللهِ بنِ مُعاويةَ الغاضريِّ رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((ثلاثٌ مَن فَعَلَهنَّ فقد طَعِمَ طعْمَ الإيمانِ: مَن عبَدَ الله وحْده، وعلِمَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأعطى زكاةَ ماله طيِّبةً بها نفسُه، رافدةً عليه كلَّ عامٍ، ولم يُعطِ الهَرِمةَ ولا الدَّرِنةَ ولا المريضةَ ولا الشَّرَطَ اللَّئيمةَ، ولكنْ مِن وسَطِ أموالِكم؛ فإنَّ اللهَ لم يسألْكم خَيرَه ولم يأمُرْكم بشَرِّه )) رواه أبو داود (1580)، والطبراني في ((المعجم الصغير)) (1/334) (555)، والبيهقي (4/95) (7525). قال ابنُ حجر في ((التلخيص الحبير)) (2/729): رواه الطبراني وجوَّد إسناده، وسياقه أتم سندًا ومتنًا، وجود إسناده الشوكاني في ((السيل الجرار)) (2/37)، وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (1580).

انظر أيضا: