قراءة وتعريف

المدارس الأشعريَّة- دراسةٌ مُقارِنة
book
محمد بن محمد بالخير الراجحي
عنوان الكتاب: المدارس الأشعريَّة- دراسةٌ مُقارِنة
اسم المؤلف: د. محمد بن محمد بالخير الراجحي الشهري
تقديم: د. عبد الرحمن بن صالح المحمود
نوع الكتاب: رسالة دكتوراه
الناشر: دار الهدْي النبوي- مصر، دار الفضيلة- الرياض
سنة الطبع: 1436-2015
عدد الصفحات: 753

التعريف بموضوع الكتاب

على قَدرِ التحاكُم إلى الكِتابِ والسنَّةِ ومقتضاه، تُقاسُ الفِرَق والمذاهِبُ، من حيثُ قُربُها من الحقِّ ومُجانَبتُها له، وانتسابُها إلى السنَّة ومخالفتُها لها، وما تستحِقُّه من المدحِ أو الذمِّ، وأحوجُ المذاهِبِ إلى ذلك الميزانِ العادلِ هي تلك المذاهِبُ الكبيرةُ المنتشرةُ والمعاصِرةُ، والتي تزعمُ إصابةَ الحقِّ، مع ما مرَّت به مِن مراحِلَ وتطوُّراتٍ.
 

وكتاب هذا الأسبوع : (المدارس الأشعريَّة- دراسة مقارِنة) يتناول على ضَوءِ هذا الميزانِ، المذهبَ الأشعريَّ، ويُبيِّنُ للنَّاس هل هو مُصيبٌ للحَقِّ موافِقٌ للسنَّةِ، على اختلافِ مَدارِسِه وتنوُّع مراحِلِه، أم هو متفاوِتٌ في ذلك؟
 

يتكوَّن البحثُ مِن مقدِّمة وتمهيدٍ، وثلاثة أبوابٍ؛ تحت كلِّ بابٍ فصولٌ ومباحِثُ، ثم خاتمةُ الكِتابِ.

فذكر المؤلِّفُ في المقدِّمة أهميَّةَ الموضوعِ، وأسبابَ اختيارِه له، والتي منها:

  • إظهارُ البَونِ الشَّاسعِ لِما كان عليه أوَّلُ المذهَبِ في مدرسَتِه الأولى، وما استقَرَّ عليه في المدرسةِ الأخيرةِ.
  • خفاءُ العِلم بمناهِجِ تلك المدارسِ، وأثرِها على الأعلامِ والأتباعِ، وغيرها من الأسبابِ.
     

ثم تكلَّم عن أهدافِه مِن البحث، والتي تمثَّلَت في: إبرازِ مَنهجِ كلِّ مدرسةٍ، وأبرزِ أعلامِها وآثارِها، وتقييمِ مناهِج تلك المدارِس في الردِّ على المخالِف وغيرِه، وغير ذلك من الأهدافِ.

ثم أشار إلى منهجِ البحثِ، وذكر أنَّه اختار سلوكَ المنهجِ الاستقرائيِّ.
 

ثم التمهيد، وتكلَّم فيه عن أسبابِ تكوُّن المدارسِ الأشعريَّة، والتي قسَّمها المؤلِّفُ إلى ثلاثِ مدارِسَ:

  • الأولى: مدرسةُ الأشعريَّة الكُلَّابيَّة.
  • الثانية: مدرسةُ معتزلةِ الأشاعرةِ.
  • الثالثة: مدرسةُ مُتفلسفةِ الأشاعرة.
     

ثم كان الباب الأول الذي تناول فيه المؤلِّفُ مدرسة الأشعريَّة الكُلَّابية ومنهجَها،

فتناول في الفصل الأوَّلِ تعريفَ المدرسة الأشعريَّة الكُلَّابية وأسبابَ نشأتها، وممَّا ذكَرَه من أسبابٍ:

  • تبيُّنُ ضَعفِ طريقة المعتزلة وتناقُضِها لأبي الحَسَن الأشعري.
  • بروزُ طريقة ابن كُلَّاب وقوَّة ردوده على الجهميَّة والمعتزلة.
  • اعتقادُ الأشعري أنَّ طريقة ابنُ كُلَّاب وسَطٌ بين المعتزلةِ وأهلِ الحَديثِ.
     

ثم تناول المؤلِّف أبرَزَ أعلام ومصنَّفات هذه المدرسة، وممَّن ذكَره:

  • المؤسِّسُ أبو الحسن الأشعريُّ، وأبرزُ مصنَّفاته (مقالات الإسلاميِّين، اللُّمَع في الردِّ على أهل الزَّيغ والبِدَع، رسالة إلى أهل الثَّغر، الإبانةُ عن أصولِ الديانة، وغيرها).
  • القاضي أبو بكر الباقلَّاني، ومن أبرَزِ مصنَّفاته: (تمهيدُ الأوائل وتلخيصُ الدلائل، رسالة الحرة).
  • الأستاذ أبو بكر بن فُورَك، ومن أبرز مصنَّفاتِه (مجرَّد مقالات الشيخ أبي الحسن الأشعري، مُشكِل الحديث وبيانه).
  • الحافظُ أبو بكرٍ البيهقيُّ، ومن أبرَزِ مصنَّفاتِه ( الأسماءُ والصِّفاتُ، الاعتقادُ والهداية إلى سبيلِ الرَّشادِ على مذهَبِ السَّلَف، رسالتُه في الفِتنةِ).
     

ثم تكلَّمَ في الفصل الثاني عن منهجِ المدرسة الأشعريَّة الكُلَّابية في تقريرِ مسائِلِ الاعتقادِ، فتناوَلَ مصادِرَ التلقِّي عندَهم، وذكَر منها: الأخذَ بالكتاب والسنَّة، الأخذَ بالإجماعِ وأقوالِ سَلَف الأمَّة، الأخذَ بأصولٍ عقليَّةٍ بِدعيَّة متلقَّاةٍ عن المُعتزلةِ.
 

ثم أشار إلى منهَجِهم في الاستدلال، ومن أهَمِّ ما ذكَرَه من منهَجِهم:

  • الاستدلالُ بنُصوصِ الكتابِ والسنَّة، والتسليمُ لها في أصولٍ ومسائِلَ دون أخرى.
  • عدمُ الاستدلالِ بخبَرِ الآحادِ.
  • الاستدلالُ بالأحاديثِ الضَّعيفة والموضوعةِ.
  • تغليبُ الاستدلالِ بالأدلَّة العقليَّة على النقليَّةِ.
  • سلوكُ طريقِ التأويلِ والتَّفويض لبَعضِ نصوصِ الصِّفات.
     

ثم عرض لموقِف المدرسة الأشعريَّة الكُلَّابية من أهل السنَّة والفِرَق الأخرى، فبيَّن أنَّه من الواضِح البيِّن في هذه المدرسةِ على وجهِ العمومِ إظهارُ محبَّتها للسنَّةِ وأهلِها وانتسابِها إليهم، وعَدَم بروز ذمِّها للسَّلَف الصَّالحِ عامةً والحنابلةِ خاصَّةً.
 

ثم كان الباب الثاني والذي كان مخصصًا لتناوُلِ مدرسةِ معتزلة الأشاعرة ومنهجِها، فبدأ في الفصل الأول بالتَّعريف بهذه المدرسة، وذكر أنَّها امتدادٌ للمدرسةِ الأولى مع توسُّعٍ في البُعدِ عن أصولِ ومنهجِ المؤسِّس أبي الحسن الأشعري وتلاميذِه.

ومما ذكَرَه من أسبابِ نشأتِها:

  • الْتِصاقُ المذهَبِ منذ نشأتِه بعلم الكَلامِ.
  • مصاحبةُ التأثُّر بالاعتزالِ للمذهبِ الأشعريِّ منذ النشأة.
  • تسليمُ المتأخِّرينَ بلوازمِ الأصولِ الكلاميَّة الاعتزاليَّة التي أقرَّ بها المتقَدِّمون، وغيرها من الأسبابِ.
     

ثم تناول المؤلِّفُ أبرَزَ أعلام ومصنَّفات هذه المدرسة، وممَّن ذكرهم:

- أبو منصور عبد القاهر البغداي، ومن أبرز مصنَّفاته: (الفَرْق بين الفِرَق، أصولُ الدِّين).

- أبو القاسم عبد الكريم القُشيري، ومن أبرز مصنَّفاته: (شكايةُ أهلِ السنَّة بحكايةِ ما نالهم من المِحنة، الرسالة القُشيريَّة).

- أبو المعالي الجُويني، ومن أبرز مُصنَّفاته: (الإرشادُ إلى قواطِع الأدلَّة في أصولِ الاعتقاد، العقيدةُ النظاميَّة).
 

ثم تكلَّم في الفصل الثاني عن منهجِ مدرسةِ مُعتزلة الأشاعرة في تقريرِ الاعتقادِ والردِّ على المُخالِف، فممَّا ذكَرَه من منهجها في مصادِرِ التلقي: قلَّةُ التلقي والأخذِ عن نصوصِ الكِتابِ والسنَّة، قِلةُ الأخذ بالإجماعِ المُعتبَر وأقوال السَّلَف، الأخذُ والتسليمُ بأصولٍ كلاميَّةٍ بِدعيَّة.
 

ثم أشار إلى منهجِهم في الاستدلالِ، ومن أهمِّ ما ذكَره مِن مَنهجِهم:

  • قلةُ الاستدلالِ بالنُّصوص، والتسليم لظاهِرِها في أصولٍ دون أخرى.
  • عدمُ الاستدلالِ بخَبَرِ الآحادِ، وتضييق الاستدلالِ بالحديثِ المُتواتِر.
  • قلَّة الاستدلالِ بالإجماعِ.
  • تقديمُ العَقلِ على النَّقلِ في الاستدلالِ.
  • التأويلُ والتفويضُ لنُصوص الصِّفات.
     

ثم تكلَّم عن موقفِ مَدرسةِ المعتزلة الأشاعرة مِن أهلِ السنَّة، وذكر جرأةَ بعض أعلامِ هذه المدرسة على أهل السنَّةِ والحديثِ بوصفِهم بالحَشويَّة أو المجسِّمة.
 

ثم تحدَّث عن تطوُّرِ المدرسةِ، وكان ممَّا ذكَرَه من مظاهِرِ التطوُّر:

  • زيادةُ البعدِ عن النُّصوصِ الشرعيَّة ونصوصِ السنَّة.
  • ظهورُ الغلوِّ في الأخذِ بالعَقلِ تأصيلًا واستدلالًا.
  • زيادةُ التأثُّر بالتصوُّفِ والدخول فيه، ثم اقترانُ المذهَبِ به.
     

ثم كان الباب الثالث والأخير مخصَّصًا لدراسة (مدرسة مُتفلسفةِ الأشاعرة ومنهجها)

فبدأ كعادته في الفصل الأول بالتَّعريفِ بها، وأسبابِ نشأتِها، وممَّا ذكَرَ منها:

  • زيادةُ الجهل بعقيدةِ السَّلَف وأهلِ السنَّة والجماعة، والاكتفاءُ بما قرَّره أئمَّةُ المذهَب الأشعريِّ.
  • زيادةُ الاعتبارِ والاعتدادِ بالعَقلِ، والتغلغُل في دراسةِ كُتبِ الفلسفةِ وأعلامِها.
  • زيادةُ الاستغراقِ والتَّسليم للأصولِ العَقليَّة المُبتدعة.
     

ثم تكلَّم المؤلِّفُ عن أبرز أعلامِ ومصنَّفات هذه المدرسة، وممَّن ذكَرَهم:

  • أبو حامد الغزالي، وذكر مِن أبرز مصنَّفاته: (الاقتصاد في الاعتقاد، تهافُت الفلاسفة، إحياءُ علوم الدين).
  • فخر الدين الرَّازي، وذكر من أبرز مصنَّفاته: (أساس التقديس، لوامع البيِّنات شرح أسماء الله تعالى والصِّفات).
  • ابنُ حجر الهيتمي، وذكر من أبرز مُصنَّفاته: (تحفة الزوَّار إلى قبر النبي المُختار، التعرُّف في الأصلينِ والتصوُّف).
     

ثم أشار إلى منهج مدرسة متفلسفةِ الأشاعرةِ في تَقريرِ الاعتقادِ، ومما ذكَره مِن مصادِرِ التلقِّي لديها:

- البعدُ عن الأخذِ بنُصوصِ الوَحيَين.

- نُدرةُ الأخذِ بالإجماعِ على وَجهِه الصَّحيح المُعتبر، وهجر أقوالِ السَّلف.

 - الأخذُ والتَّسليم لدلائِل العقل الظنيَّة.

- الأخذُ بالذَّوقِ والكَشفِ والإلهام، وكلامِ أعلام الفلاسِفة وشيوخِ المتصوِّفة. وغير ذلك.
 

 وكذلك أشار إلى منهجِ مَدرسة مُتفلسفة الأشعريَّة في الاستدلال، فذكر مِن منهجِهم:

  • نُدرةَ الاستدلالِ بنُصوصِ الكِتابِ والسنَّة الصَّحيحة، وجعْلها من المتشابِهات والمجاز في الصِّفات.
  • الإفراطَ في الاستدلالِ بالأحاديثِ الضَّعيفة والموضوعةِ.
  • ندرةَ الاستدلالِ بالإجماعِ على وَجهِه المُعتبَر ونَقل أقوالِ السَّلَف.
  • تقديم ظنيَّات العَقلِ على النَّقلِ.
     

ثم تحدَّث المؤلِّف عن مَوقِف مدرسة مُتفلسفةِ الأشاعرة مِن أهلِ السنَّة، والذي وصفَه بأنَّه كان أسوأَ وأبعَدَ عن منهجِ وموقِف أبي الحسَن الأشعري مُؤَسِّس المذهَب، وأشار إلى أنَّ مَوقِفَ هذه المدرسة كان مبنيًّا على الجهلِ والتعصُّب، بعيدًا عن العِلمِ والعَدلِ، ودلَّل المؤلِّفُ على ذلك بنَقلِ نصوصٍ مِن كُتُبِهم.
 

ثم كانت الخاتمةُ، وفيها أهمُّ النتائج، ومنها:

- استقرارُ المذهَبِ الأشعريِّ على نَفيِ الصِّفاتِ.

 - القَولُ بالأصولِ والمناهِجِ والمسائِلِ الصوفيَّة والفلسفيَّةِ.

- وقوعُ انحرافات كثيرةٍ في التوحيدِ وأنواعه، متراوحةً بين الشِّركِ والبِدعة في المدرسةِ الأخيرة؛ لتأثُّرها وأخذِها بمناهِجِ الصوفيَّة والفلاسفة.