قراءة وتعريف

التعريف بموضوع الكتاب:
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27], ما زال صدى ذاك النداء الأول الذي صدح به الخليل عليه السلام يتردد في الأفئدة, وتصغي إليه الآذان, فإذا بالقلوب قبل الأبدان تقصد إلى تلك المنازل, وتحن إلى تلك الأماكن, وما إن يأتي موسم اللقاء حتى ينطلق الناس رجالاً وركباناً وعلى كل ضامر, فتراهم يتقاطرون إليه زرافات ووحداناً, أغنياء وفقراء, راكبين ومشاة, تحقيقاً للوعد الذي وعده الله إياه حين قال له "يأتوك ".

أنه الحب لهذه المنازل والبقاع, التي ملئت قداسة, وتجلت فيها مظاهر الهيبة, وتزينت بأجواء إيمانية عطرة, تجعل النفوس تحن إليها وإن كانت فيها, وتشتاق إليها كلما فارقتها, ولا يكتمل حبُّ هذه الأماكن إلا بالتعرف والتفقه بما لها من أحكام, وما يقام فيها من أعمال, تمكن الزائر لبيت الله الحرام من أداء ما عليه وفق ما جاء به النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم.

وبما أننا مقبلون على أيام الحج الفاضلات المباركات فقد رأينا أن نتدارس هذا الأسبوع كتاباً يجمع مسائل الحج والعمرة يكون مرجعاً للحجاج والمعتمرين, سهلاً في متناوله, يسيراً في عباراته.

الكتاب بين أيدينا جمع فيه مؤلفه عامة مسائل الحج والعمرة بطريقة مختصرة سهلة, مع ذكر أدلتها من الكتاب والسنة والإجماع وأقوال الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين.
وطريقته في عرض مسائل الكتاب أن يأتي بالمسألة من مسائل الحج أو العمرة في بابها, فيعرضها عرضاً سهلاً مع أدلتها من كتاب أو سنة أو إجماع أو قول صحابي, فإن كانت المسألة خلافية ذكر الأقوال مردفاً كل قول بأدلته التي اعتمد عليها

ثم يذكر ما ترجح لديه من الأقوال المنقولة, معللاً سبب الترجيح.كما ضمن الكتاب بجملة من اختيارات بعض المحققين المتقدمين كابن قدامة, وابن حزم, والنووي, وابن تيمية, وغيرهم, والمتأخرين أمثال السعدي, وابن باز, وابن عثيمين وغيرهم.
الكتاب بدأه مؤلفه بمقدمات في الحج والعمرة اشتملت على تعريفهما, وذكر فضلهما, وحكمهما, كما تناول في هذه المقدمات حكم الحج وأسراره وشروطه, ثم أتبع هذه المقدمات بأبواب الكتاب وهي:

1. باب المواقيت.
2. باب الإحرام.
3. باب الفدية.
4. باب جزاء الصيد.
5. باب صيد ونبات الحرم.
6. باب دخول مكة.
7. باب أعمال الحج.
8. باب العمرة.
9. باب الفوات والإحصار.
10. باب أحكام زيارة المدينة.

نسأل الله أن يكتب أجر المؤلف وينفع بالكتاب الإسلام والمسلمين.