قراءة وتعريف

السنن والمبتدعات في الأعياد
book
عبد الرحمن بن سعد الشثري
عنوان الكتاب: السنن والمبتدعات في الأعياد
النـاشـــر: مكتبة الرضوان - مصر
سـنة الطبـع: الطبعة الأولى - 1429هـ
عدد الصفحات: 64

التعريف بموضوع الكتاب:
لا شيء أفسد على الدين, وأشد تقويضاً لأركانه, وأقوى هدماً لبنيانه من البدع والمحدثات, فإن شرها خطير, لذا حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم منها, وبين خطورتها، وكان الصحابة وأئمة السلف من أشد الناس حذرًا من البدع وتحذيرًا من أهلها, لذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله - عن البدع وأهلها من أصحاب المقالات أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة، يقول عنهم: (إن تحذير الأمة من البدع والقائلين بها واجب باتفاق المسلمين). مجموع الفتاوى (28/ 231).

ومما تساهل المسلمون فيه, إحداث الأعياد والمناسبات التي لم يقم عليها دليل شرعي من كتاب ولا سنة, ولم يؤثر عن أحد من سلف هذه الأمة الاحتفال بها, فكثرت البدع والمحدثات في هذا الجانب، حتى لا يكاد يخلو شهر من أشهر العام إلا وفيه عيد محدث, ومناسبة مبتدعة.
والكتاب الذي يعرض في هذا الأسبوع رسالة لطيفة تتناول هذا الموضوع المهم, وتكشف حقيقة الأعياد المحدثة في الإسلام.
وقد ابتدأ المؤلف بمقدمة تحدث فيها عن كمال الدين وعدم حاجته للزيادة أو النقص, وتحذير النبيِّ صلى الله عليه وسلم من البدع والمحدثات, وبيَّن أن من أشد الأمور إفساداً للدين البدع، وأشار إلى ما أحدث من بدع المناسبات والأعياد, والفائدة المرجوة من إخراج رسالة تتحدث عنها, وتحذر منها, إلى غير ذلك.

ثم تحدث بعد هذه المقدمة عن سبب مشروعية الأعياد ومعناها، وعن أعياد المسلمين المشروعة.
ثم عقد فصلاً ذكر فيه الأحاديث التي بيَّن فيها النبي صلى الله عليه وسلم وقوع التشبُّه بالكفار في هذه الأمة, وأتبعه بفصل آخر سرد فيه الأدلة على تحريم مشابهة الكفار في أعيادهم ومناسباتهم, فذكر الأدلة من كتاب الله تبارك وتعالى, ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم, وأقوال صحابته الكرام في هذا الشأن, مرفقاً ذلك بشروح أهل العلم وتعليقاتهم على هذه النصوص, كما نقل إجماع أهل العلم من الصحابة وسائر الفقهاء بعدهم على (أنَّ أهل الذمة مِن أهل الكتاب لا يُظهِرون أعيادَهم في دار الإسلام، فإذا كان المسلمون قد اتفقوا على منعهم مِنْ إظهارها، فكيفَ يَسُوغُ للمسلمينَ فعلُها، أوَ ليسَ فِعلُ المسلمِ لها أشدَّ مِن فعل الكافر لها، مُظهراً لها؟) [اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 1/454].
كما ذكر اعتبارات عدة تقتضي تحريم مشابهة الكفار في أعيادهم بلغت تسعة وجوه.

وفي فصل آخر بيَّن المؤلف تاريخ بداية الابتداع في الأعياد في الأمة الإسلامية, وأنها بدأت بعد القرون المفضلة, يوم أن أظهر الدخولَ في الإسلام بعض المنافقين، فحاولوا إظهار بعض شعارات دياناتهم السابقة، عن طريق بعض سلاطين المسلمين، ويتجلَّى ذلك واضحاً في القرن الرابع الهجري، حيث انتشرت فيه أعياد الكفار والمشركين في ظل الدولة الرافضية الفاطمية.
أما الفصل الذي يليه فخصصه المؤلف لذكر بعض الأعياد اليهودية والنصرانية، والتي يُنادي بها بعض الجهلة في العالم الإسلامي, كعيد الأم, والاحتفال برأس السنة الهجرية, وعيد المرأة, وعيد الجلوس, والعيد الوطني وغيرها من الأعياد التي عددها المؤلف، وبيَّن حرمة الاحتفال بها، ونقل أقوال وفتاوى أهل العلم فيها.

كما وتناول في هذا الفصل أيضاً بعض المنكرات التي أُحدثت في عيدي الفطر والأضحى، كالعرضات الشعبية, والحفلات الغنائية وغيرها.
والكتاب على صغر حجمه إلا أنه جمع مقاصد هذا الموضوع المهم, مع سهولة في الأسلوب والعرض، واستناد إلى الدليل، واستضاءة بأقوال العلماء، فجزى الله المؤلف خير الجزاء.